عندما يكون الخيار هوالنصر الحتمي والنصر فقط

بقلم / حزام محمد الاسد
___________

كنا بالامس داخل مطار الحديدة الدولي والمتوقف عن العمل منذ بدء العدوان على بلادنا .
وانت تحدق بنظراتك في ارجاء المطار المترامية أطرافه والواقع على ارض شاسعة اشبه بالصحراوية والمنبسطة يتبادر الى ذهنك متى افلاس العدو الامريكي من احراز أي تقدم على صعيد المجتمع والميدان في تهامة معا لذا يلجئ الى الدفع بمرتزقته الأقل ثمنا للتقدم داخل مدرعات محصنة وتحت غطاء من القصف الجوي والبحري والمدفعي الهستيري الذي يستهدف كل شيء أمامهم وما أن ينجلي الغبار عن ساحة المعركة حتى تلتهم تلك الارض وتلك الرمال أعداد كبيرة من القطيع ممن لم يحالفهم حظ الهروب او الاحتماء بعد اغتنام سلاحه وعتاده واحراق ارتال مدرعاتهم على أيدي رجال الجيش واللجان المسددة بتسديد الله وعونه .
أكثر من محاولة للعدو الامريكي ومرتزقته للتقدم نحو اسوار المطار لالتقاط حتى صورة من بعيد ولو بعدسة زوم (3000mm) كلها تبوء بالفشل ويخلف في كل مرة نفوق الكثير من قطيعه المرتزق وفي مساحات ضيقة ليس له ملجأ ولا منجأ من رجال الرجال الا البحر ينقل بعض قتلاه وجرحاه من القيادات متخفيا ليلا مخلفا روائح مزعجة تملئ الميدان من جثث مرتزقته معظمهم من الفئة الأقل سعرا وقيمة .
العدو الامريكي يراهن على عامل الارجاف والارباك مستفيدا مما حصل في العراق عند اجتياحه لبغداد حيث اسقط مطار بغداد اعلاميا ليسقط العراق من قلوب البسطاء من ابناء العراق لاسيمان من قلوب الجيش العراقي حينها وينقطع الأمل ويتشكل عامل الخوف والارجاف داخل النفوس ويصبح الاحتلال والسيطرة أمرا واقعا وحتميا والاستسلام خيارا وحيدا ، متناسيا اختلاف الزمان والمكان والموقف والمنهجية التي يحملها اليوم رجال ونساء واطفال اليمن ، فالانسان اليمني الحر اليوم مستعد للقتال والدفاع عن ارضه وعرضه وشرفه وسيادة بلده حتى لو لم يبقى له من أرض إلا موضع اقدامة التي يقف عليها سيقاتل وسيقاوم العدوان وحتما سينتصر لأن من البديهي الاقرار بأن مصير الغازي والمحتل الهزيمة والجلاء الحتمي وكذا مصير المرتزقة دائما يكون مرتبط بمصير اسيادهم وأولياء نعمتهم ، لذا فاستراتيجية العدوان الامريكي على الحديدة خاصة وعلى الشعب اليمني عامة تعتبر فاشلة في محاولة غزو الحديدة أو أي منطقة يمنية أخرى تعتبر استراتيجية فاشلة حيث ان الانسان اليمني اليوم اصبح محصن بثقافة راسخة مستمدة من منهج الله وهديه ومسددا بتوفيق الله وحكمة القيادة التي تلقف كل ما يصنعه الاعداء من مخططات ومؤامرات ودسائس وتصنع روح الجهاد والتضحية والفداء دفاعا عن المواقف المحقة وطلبا لرضوان الله ونعيمه ، اليوم أصبح هذا الشعب مثالا يحتذى به في الجهاد والتضحية والصبر والثبات ، كيف لا والعالم اليوم يرقب باستغراب وذهول أمريكا بقوتها وجبروتها وطغيانها التي ابهرته واذاقت العالم الانساني صنوف الهوان والاستعباد وهي تغرق في سواحل البحر الاحمر على أيدي من يسندون النصر والتمكين الى معية الله ويشدون الأمة في هزائم أعدائهم الى تأييد الله وعونه رغم امكانياتهم المحدودة جدا “وعلى الله فليتوكل المؤمنون” .
______________
*الصور يوم أمس الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨م من داخل مطار الحديدة الدولي من أمام مبنى جمارك المطار .

مقالات ذات صلة

إغلاق