خلفيات العدوان علی اليمن.. و خياراتنا في الداخل

 

عارف العامري*

عندما نمر بذاكرتنا إلى وقت قريب قبل حوالى 3 سنوات ، ورغم ألعدوان الغاشم على بلادنا إلا أنه كان هناك إتحاد في مواجهته وصد غزوه من كافة أبناء الشعب اليمني وان كان هناك شرذمة إتبعت هواها وخرجت عن وطنيتها ، فمنهم من فر مع الفارين ومنهم من بقي ليكمل تمثيل الدور وإنجاز المهمة الموكلة إليه ، في تقسيم واقلمة الوطن وتمكين الغزاة الجدد من السيطرة على بلادنا وتحقيق أطماع اليهود في المنطقة ، ليس كل الأرض بل على الممرات المائية والمنافذ البحرية.
فبعد أن إستطاع الخونة أن يتركوا للغازي موطئ قدم غير ثابتة في أرضنا الطيبة، عبر وعود قطعوها واماني رسموها للأهالي في عدد من مناطق الجمهورية اليمنية لم يتحقق منها شيء بل على العكس تطورت أنواع وأساليب الجريمة وزادت عمليات الاغتيال السياسي والديني، وكثرت جرائم الشرف والاغتصاب وانتهاكات الأعراض، وتفنن أدوات الغزاة في بناء السجون وطرق التعذيب الجسدي والاضطهاد النفسي ، مستغلين الهالة الإعلامية الضخمة للعدو والتي تم تكريسها لاستهداف العقول السطحية ومحاكاتها ، وضعف نفوس البعض من الناس وبطالة الشباب المؤهل التي كانوا قد خططوا لها منذ التوقيع على المبادرة الخليجية ومن قبلها حين قام اعمدة النظام السابق بتهميش وإقصاء كثيرا من كوادر تلك المحافظات الجنوبية والشرقية المؤهلين علميا وفنيا ، وهو أمر يأتي من نفس المخطط المعد والمرتب له مسبقا ، وما الزج بشباب تلك المناطق إلى معارك خاسرة ومحارق لا ناقة لهم فيها ولا جمل بحجة وقف التمدد الإيراني او اعادة الشرعية المزعومة ، كل ذلك ليس إلا استهدافا لاستنزاف الطاقة الشبابية والتخلص منها سواء بأيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية أو عبر نيران صديقة التي هي في الأصح العدو القاتل.
فالعدوان على بلدنا ليس وليد الآن بل كان ضمن استراتيجية وضعتها الكيانات الصهيونية والأمريكية من زمن ليس بالقريب بل يكاد يكون منذ أكثر من عقد زمني أو يزيد وكان أحد مخرجات مؤتمر ليبرمان في العام 1907 م ومن بعده عدد من المؤتمرات التي قام بها الغرب بدعم وتمويل مجلس الصهيونية العالمية .

ففي الإستراتيجية العسكرية وخاصة الأمريكية منها نظرية تقول إنه بالسيطرة على البحار والمحيطات تستطيع أن تتحكم بالشعوب.

ونحن قد حبانا الله بموقع جيوسياسي في الأرض التي استخلف فيها عباده ، ذلك الموقع الذي أصبح هاجسا يؤرق مجلس الصهيونية العالمية بوجود شعب عزيز فيه ، وبمنافس بحرية و خلجان ومضائق يطول امتدادها ويصعب تحديد حدودها إقليميا .

وما العدوان على بلادنا سوى لمحاولة تنفيذ مشروع الكيان الاسرائيلي في المنطقة والذي كان قد قال عنه بن غوريون رئيس وزراء الكيان الصهيوني قبل 70 عاما ( انه يحلم بأن يرى اساطيل داوود وهي تشق عباب البحر الأحمر، وعندها ستصل إسرائيل إلى العالم ) ، وكذا إيعاز الكيان الاسرائيلي عبر وزير خارجيته في العام 1966 م إلى حكومة بريطانياالعظمى بعدم منح اليمن الجنوبي الاستقلال إلا بعد تسليم جزيرة ميون الإستراتيجية لقوات دولية وهو ماحدث بالفعل حيث تم إرسال وتوطين عدد 900 جندي أجنبي منهم 100 يهودي والباقي أمريكان وانجليز ، وكذلك ليستفيد أدوات امريكا واسرائيل من الموارد الطبيعية والطاقة وهو ما صار جليا للعالم أجمع وما يقوم به أنظمة العدوان السعودي والاماراتي في المحافظات الشرقية وخصوصا في المهرة وشبوة وحضرموت ، فلا تمدد فارسي ولا شرعية مزعومة والهدف واضح ، واسالوا التأريخ أن كنتم لا تعلمون .

اليمن بلد عزيز مسالم لم يعتد أهله وشعبه على أحد بل كانوا في مقدمة المدافعين عن قضايا الأمة الإسلامية وارثين ذلك عن آبائنا واجدادنا أنصار الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله منذ فجر الإسلام وحتى الآن، والأرض اليمنية لم تقبل أن يطأها غاز من قبل إلا وكانت نهاية حكمه وجبروته .

فان تصاب أجسادنا وتقطع اوصالنا مقابل ان تصان اعراضنا وعقولنا وأرضنا خير لنا من إصابة الأعراض وانتهاكها ، خير لنا من أن تكون الوصاية علينا وان تكون سيادتنا بيد غير أبناء الشعب اليمني العظيم .

‏قال المتنبي

يَهونُ عَلَينا أَن تُصابَ جُسومُنا *** وَتَسلَمَ أَعراضٌ لَنا وَعُقولُ !!

*عضو الهيئة التنفيذية لتكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان – أمين سر حزب جبهة التحرير

مقالات ذات صلة

إغلاق