علاقة الشعب اليمني بالشعب الإيراني من منظور قرآني

محمد البخيتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما نراجع الآيات القرآنية التي تتحدث عن الاستبدال نجد أنها نزلت إما في الشعب اليمني وإما في الشعب الايراني, وما تصدر الشعبين اليمني والايراني لمواجهة التحالف الصهيوني اليوم إلا دليل على ذلك.

الايــــة الاولـــــى:

بعد ان حذر الله سبحانه وتعالى المسلمين من موالاة التحالف الصهيوني في الآية 51 من سورة المائدة اكد في الآية رقم 54 ان الشعب اليمني هم القوم المعنيين بتصدر مواجهته.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

اولا: في تفسير ابن كثير
عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله ” فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّه بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ” قَالَ نَاس مِنْ أَهْل الْيَمَن ثُمَّ مِنْ كِنْدَة. وَحَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا مُعَاوِيَة يَعْنِي اِبْن حَفْص عَنْ أَبِي زِيَاد الْحَلْفَانِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله ” فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّه بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ” قَالَ هَؤُلَاءِ قَوْم مِنْ أَهْل الْيَمَن
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ” فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّه بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ” قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” هُمْ قَوْم هَذَا”

ثانيا: في تفسير الرازي
قال مجاهد: نزلت في أهل اليمن. وروي مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية أشار إلى أبي موسى الأشعري وقال: ” هم قوم هذا ” وقال آخرون: هم الفرس لأنه روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن هذه الآية” ضرب بيده على عاتق سلمان ” وقال: هذا وذووه، ثم قال: ” لو كان الدين معلقاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس “.

ثالثا: في تفسير الطبري
وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ عِنْدنَا بِالصَّوَابِ , مَا رُوِيَ بِهِ الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ أَهْل الْيَمَن قَوْم أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ
عن عِيَاض الْأَشْعَرِيّ , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة أَوْمَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي مُوسَى بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ , فَقَالَ : ” هُمْ قَوْم هَذَا.
عَنْ شُرَيْح بْن عُبَيْد , قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدّ مِنْكُمْ عَنْ دِينه) إِلَى آخِر الْآيَة , قَالَ عُمَر : أَنَا وَقَوْمِي هُمْ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ : ” لَا بَلْ هَذَا وَقَوْمه ” يَعْنِي أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُمْ أَهْل الْيَمَن جَمِيعًا .
وعَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه: (يُحِبّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) قَالَ : أُنَاس مِنْ أَهْل الْيَمَن.
و عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : هُمْ قَوْم سَبَأ.
أَخْبَرَنَا شُعْبَة , قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ شَهْر بْن حَوْشَب , قَالَ : هُمْ أَهْل الْيَمَن
عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ : أَنَّ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة يَسْأَلهُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ مُحَمَّد : (يَأْتِي اللَّه بِقَوْمٍ) َهُمْ أَهْل الْيَمَن . قَالَ عُمَر : يَا لَيْتَنِي مِنْهُمْ

رابعا: في تفسير معالم التنزيل للبغوي
وقال قوم: المراد بقوله: { فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } هم الأشعريون. ” رُوي عن عياض بن غنم الأشعري قال: لمّا نزلت هذه الآية: { فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم قومُ هذا, وأشار إلى أبي موسى الأشعري» وكانوا من اليمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوباً وأرقّ أفئدةً، الإيمانُ يمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ ”

خامسا: في تفسير انوار التنزيل للبيضاوي
قيل هم أهل اليمن لما روي ” أنه عليه الصلاة والسلام أشار إلى أبي موسى الأشعري وقال: هم قوم هذا ” وقيل الفرس ” لأنه عليه الصلاة والسلام سُئل عنهم فضرب يده على عاتق سلمان وقال: هذا وذووه “.

سادسا: في تفسير القرطبي
رَوَى الْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه فِي ” الْمُسْتَدْرَك ” بِإِسْنَادِهِ : أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فَقَالَ : ( هُمْ قَوْم هَذَا

ملاحظة (وعند مقارنة مدلول الآية القرآنية التي تحذر من موالاة اعداء الامة سنجد ان صفة اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين تنطبق على الشعبين اليمني والإيراني لان معظم الدول الاسلامية والعربية لا يعتبرون امريكا واسرائيل عدو بل حليف لمواجهة الايرانيين واليمنيين وبالتالي لا تنطبق عليهم صفة اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين بل العكس تماما.)

الآيــــــة الثـــــانـــيــة:

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الجمعة 3.

في كتب الحديث

اخرج البخاري و مسلم في الصحيين عن ابي هريرة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم . إذ نزلت عليه سورة الجمعة . فلما قرأ : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } قال رجل : من هؤلاء يا رسول الله؟ فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ، ثم قال ” لو كان الإيمان عند الثريا ، لناله رجال من هؤلاء). وقد رويت عن خمسة من الصحابة وهم ابو هريرة وعبد الرحمن ابن صخر و قيس ابن سعد وعبدالله ابن مسعود وعلي ابن ابي طالب أي انها من الروايات المتواترة. ووردت في كلا من صحيح مسلم والبخاري وجامع الترمذي ومسند احمد وصحيح ابن حبان والسنن الكبرى للنسائي ومسند اسحاق ابن رهاوية ومسند البزاز ومسند ابي يعلى الموصلي ومصنف ابن ابي شيبه والمعجم الكبير للطبراني ودلائل النبوة للبيهقي وغيرهم الكثير الكثير من كتب الحديث والتاريخ.

في كتب التفسير

وقد استندت معظم التفاسير الى رواية ابي هريرة في تفسير الآية التي تؤكد على ان المقصودين هم الفرس ومنها التفاسير التالية:
– معالم التنزيل للبغوي
– تفسير جامع البيان للطبري
– تفسير ابن كثير
– الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
– الكشف والبيان في تفسير القران للثعلبي.
– تفسير القرطبي مستدلا برواية.
– الطبراني في تفسير القران العظيم.
– ظلال القران لسيد قطب الذي استدل ايضا برواية ابي هريرة كما رد على قول مجاهد في ان المقصودين بالآية العجم من غير العرب بالقول: (أقول أتحفظ على قول مجاهد وعبارته بأنها تعني كل من صدق النبي صلى الله عليه واله من غير العرب فالنص يتحدث عن تحديد النبي صلى الله عليه واله بأنهم الفرس وذلك من خلال ضربه على كتف سلمان تارة وعلى عاتقه اخرى وعلى فخذه ثالثه ولم يشر النبي ص لغير الفرس فما هو دليل مجاهد ؟ .)

الآيــــة الـــثـــالـــثـــة:

قال تعالى: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . ألتوبة 39

تفسير القرطبي: ويستبدل قوما غيركم توعد بأن يبدل لرسوله قوما لا يقعدون عند استنفاره إياهم . قيل : أبناء فارس . وقيل أهل اليمن
تفسير فتح القدير للشوكاني: اختلف في هؤلاء القوم من هم؟ فقيل أهل اليمن، وقيل أهل فارس،
تفسير الكشاف للزمخشري: يريد بقوله: { قَوْماً غَيْرَكُمْ } أهل اليمن. وقيل: أبناء فارس
الفخر الرازي: قال سعيد بن جبير: هم أبناء فارس. وقال أبو روق: هم أهل اليمن،
انوار التنزيل للبيضاوي: ( إِلاَّ تَنفِرُواْ ) إن لا تنفروا إلى ما استنفرتم إليه. { يُعَذّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } بالإهلاك بسبب فظيع كقحط وظهور عدو. { وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ } ويستبدل بكم آخرين مطيعين كأهل اليمن وأبناء فارس.
تفسير معالم التنزيل للبغوي: (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ) خيراً منكم وأطوع. قال سعيد بن جبير: هم أبناء فارس. وقيل: هم أهل اليمن. .
البحر المحيط ابو حبان: والمستبدل الموعود بهم، قال: جماعة أهل اليمن. وقال ابن جبير: أبناء فارس

الآيــــة الـــرابــــعـــة:

قال تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). محمد آية 38

1- تفسير الطبري: وقد نقل ثلاث روايات على انها في الفرس ورواية على انها في اليمن منها : حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال : ثنا عبد الله بن الوليد العدني قال : ثنا مسلم بن خالد ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : ” نزلت هذه الآية وسلمان الفارسي إلى جنب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحك ركبته ركبته ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) قالوا : يا رسول الله ومن الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال : فضرب فخذ سلمان ثم قال : هذا وقومه ” .
وقال آخرون : هم أهل اليمن . حدثني محمد بن عوف الطائي قال : ثنا أبو المغيرة قال : ثنا صفوان بن عمرو قال : ثنا راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير وشريح بن عبيد في قوله ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) قال : أهل اليمن .

2- تفسير ابن كثير: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ امثالكم} قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا، استبدل بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه، ثم قال: ” هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس.

3- تفسير الزمخشري: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القوم وكان سلمان إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال: ” هذا وقومه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ”

4- الفخر الرازي: وقوله { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم } …. قوم من فارس روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمن يستبدل بهم إن تولوا وسلمان إلى جنبه فقال: ” هذا وقومه ” ثم قال: ” لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لناله رجال من فارس “.

5- تفسير القرطبي. قال الحسن: هم العجم. وقال عكرمة: هم فارس. وقيل إنهم اليمن ” عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، من هؤلاء الذين ذكر الله إن تَوَلَّينا ٱستبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان، قال:«هذا وأصحابه. والذي نفسي بيده لو كان الإيمان مَنُوطاً بالثُّرَيَّا لتناوله رجال من فارس» ” ،

6- تفسير البيضاوي : (يسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } يقم مقامكم قوماً آخرين. { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم } في التولي والزهد في الإِيمان، وهم الفرس ” لأنه سئل عليه الصلاة والسلام عنه وكان سلمان إلى جنبه فضرب فخذه وقال: «هذا وقومه» ” أو الأنصار أو اليمن أو الملائكة.

7- الشوكاني: عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } فقالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان، ثم قال: ” هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ”

8- معالم التنزيل للبغوي: قال الكلبي: هم كندة والنحع، وقال الحسن: هم العجم. وقال عكرمة: فارس والروم.
عن أبي هريرة ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم } ، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: ” هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس “.

الآيـــــة الـــــخـــامـــــسة:

قال تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) الانعام 89.
تفسير الفخر الرازي: قال مجاهد هم الفرس،
تفسير البيضاوي: ( فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا) أي بمراعاتها. { قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـٰفِرِينَ } وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المذكورون ومتابعوهم. وقيل هم الأنصار أو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو كل من آمن به أو الفرس. وقيل الملائكة.
الزمخشري وقيل: الملائكة وادّعى الأنصار أنها لهم. وعن مجاهد: هم الفرس. ومعنى توكيلهم بها: أنهم وفقوا للإيمان بها والقيام بحقوقها كما يوكّل الرجل بالشيء ليقوم به، ويتعهده ويحافظ عليه.

الآيـــــة الـــــسادســـة:

وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)

العباد الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى على اليهود في كلا من المدينة وخيبر في المرة الأولى هم الأوس والخزرج من احفاد قحطان, وما يؤكد ذلك المعنى هو وصف أولئك العباد بأنهم أولي بأس شديد وهو الوصف الذي لم يصف الله به غير اليمنيين كما في سورة النمل حيث وصفهم بأولي قوة وأولي بأس شديد, كما ان صمود الشعب اليمني في مواجهة 17 دليل واقعي على انهم هم المعنيين.

ثم رددنا لكم الكرة عليهم, يعني أنه رد زمام المبادرة لليهود على اليمنيين نتيجة لما امدهم الله من مال وقدرة على الحشد لدرجة انهم حشدوا علينا العالم بما في ذلك دول عربية وإسلامية, ولكن عندما يجيء وعد الآخرة سينتصر اليمنيين عليهم.

ونلاحظ أن القرآن يصف حركة اليمنيين في معركتهم الاولى مع اليهود بجملة ” فجاسوا خلال الديار” وذلك بما يتناسب مع نوعية السلاح الابيض المستخدم في المعركة آنذاك, بينما وصف تحرك اليمنيين في معركتهم الثانية بجملة “وليتبروا ما علوا تتبيرا” بما يتناسب مع نوعية السلاح الناري الذي يسبب الدمار في معارك هذا الزمان, كما أن تأكيد القرآن على دخول اليمنيين المسجد الاقصى فاتحين دليل على أن المعركة التي بدأها اليهود علينا في اليمن بعد رد الكرة لهم علينا ستنتهي في القدس.

الآيـــة الــسـابـعـة:

وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18)سبأ

وجعلنا بينهم أي اليمن, وبين القرى التي باركنا فيها أي فلسطين, والقرى الظاهرة هي الحجاز التي تحجز بين الشام واليمن, والأمر بالسير نحو فلسطين موجه لليمنيين, والسير الآمن لا يتحقق لليمنيين إلا بتحرير فلسطين. مما يعني أننا مأمورين بتحرير فلسطين لان أمننا من أمن فلسطين, وحريتنا من حرية فلسطين, وكرامتنا من كرامة فلسطين.

ملاحظة: هذا بحث مهم ومن المفيد إعادة نشرة وتداوله في مجموعات الوتس وغيره.

مقالات ذات صلة

إغلاق