وعاد محمدٌ إليناَ

بقلم ـ كوثر محمد

ها قد أطلت علينا نسمات شهر الربيع المحمدي بنفحات عطر الحبيب بدت لتحكي لنا ميلاد أحمد خير الورى .. خير خلق الله , المصطفى ، *{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }* يحتفِ اليمنيون أحفاد عمار بن ياسر ومعاذ بن جبل والأوس والخزرج خاصة والمسلمون عامة بهذه المناسبة في هذا العام وفي كل عام واليمنيين هكذا منذ دخولهم في الإسلام متمسكين بدينهم وبرسولهم ويعبر عن ذلك كل مكان يحتفل فيه بهذه المناسبة العظيمة فهو يعبر عن حب ومعزة وحقيقة الانتماء والاتباع للنبي وأننا لا زلنا على عهده ونسير في دربه ، ولازال اليمني متمسك برأيه محمد .

– هذه المناسبة لإحياء ذكر من رفع الله ذكره و عُظم شأنه بيننا لخلُقه وحكمته وعظمة دوره في البشرية وعظمة هذه الرسالة الإلهية .

ولد الهدى في 12 من ربيع ٍ الأول من عام الفيل ذلك العام الذي اسنتفرت فيه كل مخلوقات السماء والأرض والذي حاول فيها أبرهه الأشرم أن يهدم الكعبة ويهدم كل قادم سماوي بأمر من جبابرة الرومان الذين عَرفوا عبر المنجمين بتغير هذا الزمن  وبصحوة دينية سماوية قادمة في زمن أصبحت البشرية فيه في ظلال وتيه ٍكبير وعبادةٍ للطاغوت في إشراك عجيب بلله، بأصنام وأحجار يتقرب إليها، فبمولده المبارك ظهر نور ملأ الأرجاء فاستبشر كل مخلوق بهذا الخير الذي عمّ البشرية فنزلت ملائكة السماء تبارك أهل الأرض بهذه الولادة المباركة والتي ولدت فيها الإنسانية من جديد .

– فكان مولده مولد خير ، فرقانا بين ماكان من شقاء وماكانت الأمةُ فيه من ابتعاد عن هدى الله ومخالفة لتوجيهاته التي نزل بها الرسل والأنبياء ومخالفةً للكتب التي حرفت من بعدهم وبدلت .

– فالحمدلله الذي لا نحصي له نعماً ولاجزاءً فخير نعمة كانت للبشر هو النبي محمد صلى الله عليه وآله خاتم المرسلين فهو نعمة الحق المبين من رب العالمين،

– إننا إذ نحتفل بهذه المناسبة فهو كاستشعار للأسوة الحسنة والقدوة الطاهرة لحياة الرسول وتأسيا به وغرس صفاته في أجيالنا فنحن أحوج ما نكون بحاجة عودته فينا واستشعارً له في واقعنا الذي أصبح فيه المسلمون والدول الإسلامية بحاجةً لتجديد الولاء والانتماء للرسول ولدولة الإسلام والتي رسم من خلالها طريقاً للأمة للسير عليها .

– يحتفل اليمنيون معبرين ومؤكدين بتوجيه رسالة قوية لكل عدو وكل حاقد على هذا الدين , وهو صفعة لكل منافق شوه السيرة النبوية ووصفها بالبدعة .

– والاحتفال بهذه المناسبة إنما هو أمر إلهي وشعيرة من شعائر الله *{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }* فهذه المناسبة إحياء ذكر من رفع الله ذكره وعظّم شأنه حتى يومنا هذا ،

– ودائماً في الوقت الذي يحتفل المسلمون بنبيهم محمد والدور البارز الذي هو نهج وهدف حتى يومنا هذا يصر ّالمجرمون  على نشر الإساءات من صور وأفلام مسيئةٍ  نستنكرها وندينها وهي تقدم بمساعدة ممن يدعون الإسلام ويعكفون على تشويهه وعلى تحريفه حتى أننا اليوم نجدهم يستبيحون حرم المسجد النبوي ليدنسه حاخامات اليهود منتج الفلم المسيئ للرسول، بأقدامهم النجسة وإرسال الصور لتظهر وقاحتهم عبر الملأ وإننا لندين ونستنكر مملكة الشر التي تبيح أعمال التدنيس والتطبيع معا اليهود الذي كادوا للدين من أول يوم من بزوغ فجره وحتى يومنا هذا.

– بنىَ نبينا محمد دولة قوية هي إنموذجا نحتاجه نحن اليوم في بلاد المسلمين وهنا نستشهد بكلام ابن عم النبي جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة في وصفه لهذا الدين ودوره البارز في يقظة العرب في ذلك الوقت *((أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف , حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا لتوحيد الله وألا نشرك به شيئا ونخلع ما كنا نعبد من الأصنام وأمرنا بصدق الحديث وأداء الامانة وصلة االرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وأمرنا بالصلاة والزكاة ))* هكذا كانت أسُس الدولة التي بناها ونحن بحاجة لها اليوم، بدأ ببناء النفس البشرية وتربيتها ثم قام ببناء دولة سرعان ماأتسعت رقعتها وأزدهرت حضارتها .

– وها نحن اليوم قد عاد فينا محمد مرة أخرى عودة نستلهم منه الشجاعة والثبات والصبر فلن ينقذ الأمة مما تعانيه اليوم إلا العودة إلى الرسول ورسالته فنحن في هذه الفترة أحوج إلى عودته إلينا  بمشروعه الذي أعز الإنسان وكرمه عن كل الجهالات السابقة فقد أصبحنا بعد محاولة تشوية وتغيير أسس وأهداف الإسلام نعيش في فراغ زرع فينا محاولة لإضاعة هيبة الإسلام وعودة الجاهلية الأولى وهذا ما قام به اليهود ومن والآهم من النصارى وممن حرفوا الدين باسم الإسلام على مذهب محمد بن عبدالوهاب الذي كان له دور في طمس سيرته الشريفة بل والعمل على تزييفها

ونشر الأباطيل عنها، عاد إلينا عندما أردنا العودة إليه فبعد كل هذا البعد عن الحق يعود إلى العقل بأن لاحل لنا إلا بالعودة له فهو غايةٌ إن أردنا الفلاح بعد الفشل ،

– عاد إلينا في مسيرة الخير المسيرة القرآنية التي اعادت لنا منهج وتعاليم محمد التي لازالت , مازال القرآن حيا فينا نعرف محمد ونهج محمد وتعاليم محمد عزة في الدنيا ونعيم في الآخرة .

– لقد حورب الإسلام منذ أول يوم له ولا زال محارب ويحارب إلى الآن فهي سنة لأهل الحق من أتّبع الطواغيت في كل عصر وهم يقفون ضد كل من يقف مع محمد فهذه سنة أهل الشر في الأرض فساد وإفساد وبعدٌ عن الله ، وما ارتباطنا بالرسول الأعظم إلا ارتباط بالله قال تعالى *{ إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا }*،

– وهذا الدور هو لاستمرار الرسالة المحمدية على الأرض التي كانت لدى اليهود وبسبب تحريفهم وأعمالهم صارت في أمة محمد والذي أصبح الدور عليهم لنشر الحق وإعادة الإنسانية والعدالة للإنسان بعد أن سطع نجم الإسلام وأفل نجم اليهود فارتباطنا بالقرآن الكريم و بآال الرسول واتباعهم كان له الدور الكبير لعودة محمد إلينا ، لمسنا ذلك في مسيرة السيد حسين رضوان الله عليه وفي القائد الحكيم السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي ،

– فأعادوا الإسلام للمسلمين وأعادوا فينا النخوة والشموخ فقد تصدوا منذ بداية المسيرة القرآنية لكل ثقافة مغلوطة وكل حديث ضعيف تم نسبته إلى الإسلام وأعادوا إلينا روح القرآن وعادت بها روح النبي محمد فينا ،

– حركوا فينا القرآن فتحركنا بحركته فعاد البأس اليمني يصول في معارك الطواغيت أمريكا وإسرائيل وآل سعود ومن حالفهم , صامدين ثابتين مجاهدين في سبيل الله لانخاف في الله لومة لائم  لا تخيفنا طائراتهم ولا بارجاتهم ولم يذلنا حصارهم بل زادت
 صلابتنا وقوتنا وهذا كان بسبب عودة محمد فينا والتي عملوا سنوات طويلة لإبعاده عنا بإسم علماء السوء وفتاويهم ومذهبهم الوهابي وبمسميات العولمة والتقدم الزائف , الذي لا يمثل إلا الذل والهوان من العرب لأسيادهم اليهود والنصارى ومن زعماء ارتضوا العمالة والارتزاق ضد أوطانهم أمام العزة والكرامة ،

– مسيرة محمد هي شراع إباء يلتحق به الصادقون والصابرون الذين لم يرخصوا أنفسهم ودينهم  بل كانوا معا الحق حيثما كان وكانوا حيثما أرادهم الله ،

– لنخرج من هذا المولد وقد اكتسبنا ماكان غاية الرسالة المحمدية العودة إلى الله وتوحيده والوثوق به والتوكل عليه والتأسي بنبينا محمد في القوة والشجاعة والبأس والشدة معا العدو والتراحم والعطف معا المسلمين والوقوف في صف واحد لمواجهة العدوان في ثبات وعزم وصبر وأخلاق، في عطف على الفقراء واثقين بنصر الله وتأييده لنا ،

– وأخيراً ذكرى المولد النبوي الشريف يوجه رسالة قوية للأعداء والتي تعبر عن وقوفنا لله وفي سبيله ومناجاتاً لنصرة وتأييده والتي أيضاً تقدم صورة عن ثبات الشعب الذي يحتفل في أمن وسلام بسبب ما يقدمه المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في كل الجبهات ومن التضحيات والصمود أمام العدوان والذي بهذا الفضل نخرج أمنين في تجمعات عظيمة ، فكم نخجل من راحتنا أمام تعبهم
والله الموفق .

#اللجنة_التحضيرية _للمولد _النبوي _الشريف
#اتحاد_كاتبات _اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق