تــصـحيـح الـمـفاهــيـم

بقلم/ بنت النمري

من المفارقات العجيبة والمفاهيم المغلوطة التي أصبحنا نلمسها في الواقع اليوم، أصبح هناك الكثير ممن يسخر من المجاهدين ومن انطلاقتهم إلى جبهات العزة والشرف ،فأصبحت كلمات كثيرة يتداولها الكثير وكأن لسان حالهم يقول أن الجبهات ملاذًا للضابحين والمرضى والذين لايفقهون .
نعم من العجيب أن يكون تفكيرهم هكذا وهم أمة القرآن !!

من هو ضابح قالوا سير الجبهة!!
من حصل معه مشاكل أسرية واجتماعية قالو سير الجبهة !!
من ضبّح بأهله وضبّحوا به قالوا سير الجبهة!
من كان مصاب بـ مرض أو ماشابه قالوا يسير الجبهة!

ترى ماهذه العقلية وماهذا التفكير العجيب ?!!
لقد اندهشت كثيرًا عندما أرى تفكير الناس هكذا ولطالما راودتني الكثير الكثير من الأسئلة حول هذا وهنا سألخص إجابتي عليها .

لـ يعلم الجميع أن هذا التفكير وهذه العقلية لا يحملها سوى الجهلة والذين لايفقهون من الذكر شيئًا.

ملخص إجابتي موجود في كتاب الله في آياته المحكمة في أمره حين قال: (وجُاهًدوا فُيِ الله حق جهاده)
وقوله تعالى:( إنماالمؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)

وكثير من الآيات العظيمة التي سطرها الله في محكم كتابه لمن كان يبصر ويرى ويتدبر ويتأمل، فـ عودوا إلى كتاب الله ليعلمكم ويزكيكم واقتبسوا منه الحكمة.

وليعلم الجميع وكل من تسوّل له نفسه ويتفوه بمثل هذا الكلام ،أن الجبهات لا مكان فيها لمثل هؤلاء الأشخاص ولا لأصحاب النفوس المريضة والمهزومة .

هل تعلموا لمن الجبهات!??
سأجيبكم وإني لخجولة من وصفهم فمهما بلغت أحرفي وكلماتي فـ ليس لها القدرة أن تعبر بالقدر الذي أُريد .
الجبهات لايذهب إليها إلا العظماء الأوفياء والأعزاء الكرماء والصادقين الأتقياء،
لايذهب إليها إلا من حملوا أرواحهم على أكفهم، أولئك الذين يتميزون بأخلاقهم العظيمة ومبادئهم السامية.

هم الذين يرفضون الظلم والإستسلام والخنوع ،هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هم من انطلقوا للتصدي للمعتدين بكل عزيمة واستبسال وتفان.

هم الذين خرجوا ذودًا عن الأرض والعرض ودفاعًا عن الوطن .
هم من يجوعون لـ نشبع ويسهرون لننام ويتعبون لـ نرتاح .
هم الذين اشتروا الدنيا الفانية بالآخرة الباقية والحياة الأبدية الخالدة .
هم ثلة اصطفاهم الله ووفقهم لـ نيل رضاه
هم الأحرار الذين يأبون العبودية لـ غير الله
هم الذين يرابطون بكل ثبات وشجاعة وإقدام في كل سهل وساحل وواد وجبل وصحراء وفي كل ساحة وميدان
غير مبالين بحرارة الشمس وأزيز الرصاص والبرد القارس
ومختلف الأسلحة والطائرات ،وكل هذا لايزيدهم إلا صمود وثبات وعزيمة وإيمان.
تسلحوا بسلاح الإيمان واستناروا بهدي القران فـ كان الله معهم وناصرهم وكانت الغلبة لهم والهزيمة لأعدائهم.

هم رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه
منهم من ارتقى شهيدا ومنهم من ينتظر الفوز العظيم .

نعم!!
هم عزتنا وفخرنا وبهم نعتز ونفتخر .

سيكتب التاريخ عن بطولاتهم وصبرهم واستبسالهم وشجاعتهم
وسيكونوا قدوة وفخر لأجيال المستقبل .
هم المجاهدون الصادقون.
فـ طوبى لمن نال هذا الشرف وهنيئًا هنيئًا له الفوز العظيم.

والعار كل العار على الذين اختاروا القعود في البيوت وقبلوا بالإستسلام ورضوا بالذلة .
أنتم عار على الوطن والأمة بكلها أي خزي سيكون أكبر من هذا!؟

كفاكم يامن تسخرون أقلامكم وأفكاركم ورؤاكم لتحريف المفاهيم وخدمة الأعداء .

فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

هذا والله المستعان على ماتصفون.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق