الفوزُ العظيم

بقلم/سارة الهلاني

ياأرض الطُهرِ يايمن الشُهداء
كم تغتري فخراً! معذرةً منكِ لا غُرور فيكِ مادامت أرضكِ تُسقى بِدماء العُظماء!! بل كم تحملين مجداً ، كم لكِ عِزاً، كم فيكِ ذُخراً؟! وأنتِ فيكِ ثرى الأصفياء ، وعليكِ خُطى الأولياء.
توهّج دَربُهم نحو السماء ببيع النفسِ وتَركِ الهوى، لم يُبالوا بِمن بهم تربص؛ إن كان طاغٍ رذيلً أو خائنٌ بالمال تدنس
حتى من ظن أنهُ ناجٍ، وضميرهُ قبل لِسانه بات أخرص.
لم يُبالوا بِجمع العالمِ المُهمش أو الساكِراتُ العُظمى من أجسادهم الديوثة من الحيوان أرخص، لم يُبالوا تيجانُ عِزُنا ؛ فدربهم بمعية القهار تقدّس ، وهنيئاً لهُم.
لم أكنْ أدري ماالفوزُ العظيم،
حتى أتاني نبأُ الشهيد، كنتُ ذاك الحين في الحياة ألهو ، وبقصائدها أُطرِب، أتاني القول ʼأخاكِ اُستشهد ` وفي النعيم تخلّد بالعيشِ المُؤبد ، ضيفاً عند ربّاً رحيماً صمد.
قُلت : دَعوني..
قلتُ : دَعوني بل إني افتقد نبض القلب والسِراجُ السند. دَعوني _ أُريدُ أخي _ نارُ الدمعِ على خدِ رمد ، والحُزنُ في حياتي تعّبد..
فحين العين أغفت والقلب موجوعُ مُنكد ؛ هبت نسائم مِسكً من تحت الثرى المُعتد ليراهُ قلبي يصغي له مُجند
فإذا به لي قائلاً : ما بكِ ياعينُ أخيكِ؟ قلبُكِ عن أمر الله تجمد!! عن الحق المُنير ابتعد! هل نسيتِ الخبير بِنا، ولنا ماذا وعد؟ تقوى ثم الوسيلة جهادُ العز والفلاحُ السَرمد.
ألم تفيقِ من صمت الجمع عن الباطلِ المُشيد؟ حين جارحُكام العُرب بدينً مُتيهود ، يقتل القائد وأهله جزاءً لرفضهِ نهجهم وضِدهم صمد، قتلوا ؍ شردوا دمروا.. فلم تكن طُهر الدِماء إلا ظهور كربلاء اليوم وما خُفي من كربلاء الأمس.
قُلت : توقف ياسيدي ، ياشهيد عزتي وكرامة ماأنا فيه هنيئاً ، هنيئاً ، هنيئاً لكم.
والله ماأنتم إلا ضِياء الطريق ، ودليلُ الرشاد، والله ماأنتم إلا عطاءٌ بِلا حدود يكتب الصبر والصمود فربحتم حياة الخلود، ماأنتم إلا قومٌ ترك السيادت وعشِق مشكاةُ الشهادة.
فلتهنئ ياشهيدي وقُرة عيني والجٌنان، فلتقُر عينك ولتنتظر منا المجيئ ، فأنا لم أيئس عند إرتقائِك مع الشُهداء ، بل زاد الدمُ فيني عزيمةٌ وإباء،ولن أرتضِ الذُل والخسارة ، بل جِهادُ وعِز وأقدسُ تِجارة.
ساأسير على نهجكم يامن سلكتم نوراً إسمه (حُسين ) فاصبح الدرب حُسيني رسم لكم وفاء الدم وأنتم رسمتم لنا صِدق الولاء، طُوبى للحبيب المُصطفى وآهل بيته وأنتم الأحياء ؛ بكم أدركنا السعادة.
هنيئاً لكم جميعا تصنعون حياة وتوهبون حياة، هنيئاً لكم شرف التجارة الرابحة ، وعروج الروح للسماء..
هنيئاً لكم دِمائكم الزكية ومِسكُها الفواح ؛ بِها أعميتم الأعداء
هنيئاً لكم زرتمونا في الأرض إذ كنتم أشرف الشرفاء وعرجتم بآيات العشق إلى العُلياء…
هنيئاً لنا..
هنيئاً لنا وماذا أصف مما أهديتمونا؟ ماذا أقول عن مانعيش مما أكرمتمونا؟ وكيف ابدأ وبما أنتهي؟ستجف أقلام العالمين وما زلت لم أفِ حقكم! فنحن ُ، نذكركم كل حين، في الصباح والمساء، في الساعة والثانية ، في الشدة والرخاء، بين الملا وعلى الرابية.

نشتاقكم ونشتاق حُبِكم والحنان ، ضحكاتِكم والكلام نشتاق لِخوفكم والإطمئنان ، فالسُعد لمن أختص ضيافتكم ، وصبراً من الله لنا لِفقدِكُم ، واللِقاءُ في الجِنان.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق