مابين العام والعام نصف دقيقة

بقلم :عفاف البعداني

باﻷمس كانت السنوات بعيدة لا تلتقي إﻻ بنهاية المنعطف في سنة جديدة واليوم صارت اﻷعوام تتزاحم مع بعضها البعض وكأنها وليدة بـ آن واحد ، تطرق اﻷبواب وتعلن أنها باتت من عمرنا صديقة تشيع الماضي وتيقظ اﻵتي وكأنها بعمر النصف والدقيقة وكأنها قوس قزح اللحظي حين طوق السماء وحاور الحديقة وكأن مرورها سرب خيال وليس من عين الحقيقة.

ولازالت هناك أسئلة حلزونية دقيقة تسأل كم حجم الغربان السود التي تأكل الأحلام وتنقص الميزان ؟
كم عمر العابثين في ربوع الوطن أولئك من يقمعون الديار يدشنون كل أنواع الدمار ؟
كم عدد الوحوش الكاسرة بالتعصب التي تترصد الطرقات وتقتل النبرات وتعيق الحركات؟
فكيف نخرج الوطن بقوة من كل تلك الصراعات ونبدأ عامنا وندشن الانتصارات .

كيف ؟وهناك عند حضرةالشجرة العتقية رأيت الوطن مكلوم يرتدي قبعة غريبة أصوافها حمراء مغروسة باسم الدين وأين الحق ياسامعين من الحقيقة كم طال الانتظار وكم سننتظر حتى يتبخر ذاك الكوم الثقيل من وطني متى سيتحرر من الحطام الذي أودعته في المدن بعد الحروب .

كيف ؟وهناك في حضرة السنة الجديدة حرب نفوس تفاقم أمرها وأغرورق صبرها في بئر معطلة الكل فيها يتزاحم على المقدمة وصف المال والجلوس على كرسي الشهرة والحوار ولم يدركوا أن المسوؤلية مغرم وليست مغنم .

كيف؟ وهناك في حضرة الوطن لازال الظلام يكسر اﻷقلام ويحرق ألاوراق ويسكن معه ملايين السطور ويجفف الآبار العميقة ويتآمر مع المدخنة بأن يحول الكتابات إلى حريقة و يلتهموا مكتبتنا العريقة في ثانية ونصف دقيقة .

ليست نظرتي ياقارئين للوطن وربوعه بائسة وليست يائسة ولكن هي لوقائع الحين والعصر حارسة ترصد الحدود بعيدًا عن مضمون الجغرافيا وتكتب الأحداث غريبة في منهج التاريخ ولكنها تصب في عين الواقع والحقيقة فوطننا تُركَ تحت الصخور والحجر واختفى وراء سحابات المطر ولكن عما قريب سيبزغ فجره الميمون وسيشق دربه من وميضات الأثر.

لذا مشوار النصر صعب طويل ولكن بالطبع ليس مستحيل و إن أردنا النصر علينا أن نفعل الضمير والإنسانية والشعور بالمسوؤلية في الضفة الشرقية والغربية قبل أن نرفع اللوحة الوردية والإذاعات الوطنية والأناشيد الصفية والقبعات الاحتفالية علينا قبل كل شيء بالصحوة والإنسانية .

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق