حكاية شهيد جسد الولاء بالدماء

كتبت /أفنان محمد السلطان

ومن بين سيرة الشهداء العطرة وحكاياتهم التي تنحني لها هامات الجبال ، سأحكي حكاية شهيد خلدته الذاكرة وخجلت أمامه كل معاني العطاء والتضحية ،
حكاية شهيد جسد الولاء بالدماء أنه
*الشهيد المجاهد /هشام عبال ( أبو حرب )*
من عرفت الجبهات شدة بأسه وعرف الناس طيب أخلاقه وإحسانه العظيم ، مما جعل له محبة خاصه ومكانة رفيعة في قلوب من حوله .

وفي بداية العدوان الجائر على بلادنا ، وبعد كل تلك المجازر الوحشية على هذا الشعب المعطاء لم يظل هشام مكتوف اﻷيدي، ولم يقف موقف اللا مسئول ، وكيف يسكت على باطل…؟؟
وهو من عرف قوة دفاعه عن الحق ولو كان الثمن لذلك دمه وروحه .

بل زادت تلك المجازر التي أرتكبت حميته وغيرته على وطنه ، وكانت آيات الله تمنعه من السكوت والخنوع حتى يأتي المحتل إلى منزله فهيهات لرجل عرف دين الله بأن يقعد ولاتحرك فيه اﻷشلاء المتطايرة للنساء واﻷطفال ولامثقال ذره من غيره على بلده وعرضه
فانطلق ملبيا داعي الله ،إلى جبهات الكرامة والعزة.

كانت بداية مشواره الجهادي في جبهة شبوة حيث كان المدد للمجاهدين ، وكان يقوم برفد الجبهات باﻷفراد ، ويسعف الجرحى ويقوم بنقل الشهداء
فهو من كان يقول “جندي الله مهامه واسعه “.

فعرف في الجبهات بمواقف بطولية واستبسالية ، وعلم العدو من هو المجاهد اليمني وكيف تكون الشجاعة الحيدرية.

كان الشهيد لايتكاسل أبدا عن أي أمر يوكل إليه ،ولم يتزحزح من مترسه إلا وقد لقن أعداء الله ضربات موجعه من بندقيته.

من ثم التحق بكتائب الموت ليكون بذلك رجل الاقتحامات ومقاتل المهمات الصعبة .
ذهب إلى عدة جبهات منها جبهة صعدة، وصرواح، والجوف،والبيضاء.

كان الذي يدفعه للجهاد هو رفيقه ذوالفقار السلطان الذي كان بالنسبة لهشام الموجه والصديق الذي يدعو إلى مرضات الله ، فمرة من المرات اتصل له ذوالفقار وأخبره وقال “هيا يامؤمن عتنزل الجبهة ” فرد عليه قائلا : “مع أكمل بس أختبر وألحق بك أكيد ” .

فذهب ذوالفقار وبقية المجاهدين إلى جيزان حيث دارت هناك معركة حامية الوطيس ، فقاتلوا مقاتلة اﻷشداء وجرح من كان مع ذوالفقار فأخبرهم بأن يسعفوا أنفسهم وهو سيتصدى للزحف ، فقاوم وعند أتصالهم له من على الاسلكي قائلين له “كيف المعنويات ياذوالفقار”
فيجيب قائلا:” بتبسروا هذا الجبل معنوياتي هكذا “
واصل القتال بشجاعة علويه حتى لقي ذوالفقار ماتمنى واستشهد وهو يردد فزت ورب الكعبة ليكون بذلك أسطورة الفداء ، وبعد ماعرف هشام باستشهاد رفيق جهاده
ذهب إلى جبهة ناطع بالبيضاء التي منها تبدأحكاية مليئة بالبأس الشديد، وانتهت بالشهادة والفوز عظيم .

كان هشام في مقدمة هذا اﻷقتحام كعادته كرار لايهاب الموت ، ولايفر من أرض المعركة ،وقد كان دائما يحمل في جيبه مصحفه وورقة مكتوب عليها الولاء وكانت لاتفارقه في كل عملية اقتحام يقوم بها.
فاقتحم هو ورفاقه الموقع بكل ثبات وثقة بنصر الله ، وكان يقاتل بروحين روحه وروح رفيقه ذوالفقار .

وانتهى اﻷقتحام بالنصر على اﻷعداء بتأييد من الله
فصرخوا صرخة مدوية ملأت أرجاء المكان ،
وبينما كان هشام يصرخ من موقعه أتت تلك الرصاصة من فواهة بندقية المحتل ليرتقي إثرها هشام شهيدا ، وليوثق ولائه لله ، فتخضبت ورقة الولاء التي كانت في جيبة بالدماء لتكون شاهدة على عظيم التضحية وصدق الاتباع .

واستشهد ومازالت سبابته على الزناد ليعلم اﻷعداء
أننا سنقاتل ولن نسمح ﻷي غازي أو محتل بأن يسلب منا عزتنا وكرامتنا فنحن أمام خيارين لاثالث لهما إما النصر أو الشهادة
وفاز بالشهادة والتحق هشام بمواكب الإباء وقوافل العطاء وكان فعلا هو أول شهيد بعد رفيقه الجهادي ذوالفقار وبعد استشهاده أسرت جثته 24 يوما ، ولكن تم تشييع جثمانه الطاهر بعد تلك المدة بموكب مهيب ، واستقبال تعالت فيه الصرخات الحيدرية
فسلام سلام على آرواح جاهدت وأنفس شماء صدقت مع الله ، فكان الله أصدق حديثا وقبل بيع هشام فاشترى.

#اتحاد _كاتبات _اليمن

مقالات ذات صلة

إغلاق