*الفتيات والانحراف العاطفي*

بقلم/حليمة الوادعي.

إننا في هذا الزمن نرى أن جميع الفتيات أصبحن ذو مشاعر عاطفيّة مبالغ فيها نوعاً ما، فلا يوجد أي موقع للتواصل إلا وفيه أعداد كبيرة من الكلمات الرومانسية، ولا توجد منطقة إلا وكتب على أشجاره اسم ذلك الحبيب من قبل أي فتاة أحبته، ولم تعد توجد مدرسة إلا وتعالت فيها الأصوات بقصص الحب الخيالية، حتى على مستوى الأطفال أصبحت كل فتاة تُخبر أخاها أو أختها الذين لم يتخلوا عن البراءة بعد بأن ذلك هو الوسيم، وذلك هو العظيم.

فما هو سر تلك المشاعر؟! ولماذا عدداً كبيراً من الفتيات ينجذبن نحوها بشكلٍ كبير؟!
هل أصبحت موضة تابعة لتلك التصاميم الفاضحة؟! أم إنها عبارة عن تسلية لقضاء الوقت الذي لا حاجة له؟!

قد تتعدد التساؤلات ، ولكن تظل الإجابة واحدة.
فكل مايحدث هو تقصيراً من أب لا يعلم خطورة إهماله لابنته وقلة التحدث معها، وعدم إشباعها بمشاعر الحب والحنان من قبله هو دون غيره، فعدم وجود مثل هذه الأشياء ؛ جعلها تبحث عنها من مصدر آخر، مصدر قد يكون محرماً ، أو مفسداً للأخلاق، أو قاهراً للأنساب.

كما أن للأم يداً فيما قد تتعرض له الفتاة من فساد أخلاقي، وانحراف عاطفي، فما هو الشيء المهم الذي منعها من أن تجلس لتتناقش مع صغيرتها وتحل مشاكلها، لتنظر مابقلبها، وكيف تفكيرها، وما مدى تأثرها بالثقافات الخارجية والصداقات المدرسية ؛ كل ذلك ساهم في الإنجراف نحو الفساد، وأحدث خللاً يُصعب إصلاحهُ فيما بعد.

إن المسألة ليست بالسهولة التي ينظر لها البعض، فالانحراف العاطفي ليس لهُ نتيجة واحدة ومشكلة معينة كما هي أسبابه، بل لهُ ألف نتيجة ومائة مُشكلة، فهو انهياراً للحاضر ودماراً للمستقبل، هو المنتج للأجيال المنحرفة، والأنساب المشردة، هو الذي أي حدث في فتياتنا فسلاماً على الحياة من بعدها.

فلا أظن أن هناك أباً أو أم يتمنون ذلك لبناتهم، ولذلك فليحرص الجميع على حُسن المراقبة والاهتمام بالجوانب النفسية والأخلاقية لكل فتاة، وليعلم الجميع أن إهمال هذه القضية يعتبر بمثابة إهمال للحياة بكل تفاصيها.

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

مقالات ذات صلة

إغلاق