البنيان المرصوص بين التشكيك والحقيقة

بقلم ـ دينا الرميمة

جميعنا شاهد وشاهد العالم تلك المشاهد والصور التي عرضها العميد يحي سريع في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد يومين من مؤتمر صحفي أعلن فيه عن عملية البنيان المرصوص تحدث فيه عن تحرير جبهة نهم ومناطق كثيرة من الجوف ومأرب بمساحة “2500 “كيلومتر مربع طولاً وعرضاً وتحدث عن حجم خسارة المرتزقة من الأرواح والعتاد التي جاؤوا بها لإقتحام صنعاء وقوبلت تلك العملية بالانكار والتشكيك فيهامن قبل إعلام العدوان والمرتزقة !! فجاءالعميد يحي سريع بالنبأ اليقين لتلك العملية موثقة بالصوت والصورة لتفضح زيفهم وترد على شكوكهم وادعائاتهم !!

وربما هم معذورن فحجم ماخسروه في تلك العملية ليس بالقليل والهزيمة التي مني بها جيشهم الجرار ليس من الأمر السهل تقبلها فالأحداث والبطولات التي عرضتها تلك المشاهد تجعل العقل يقف مذهولاً أمامها وتقف الأيدي عاجزة عن الكتابة عنها بشكل يليق بها فثمة احداث من الصعب التعبير عنها أو توصيفها ،
ربما وحدها دموع ملايين اليمنيين حين سجدوا لله حمداً وشكراً على ذلك النصر العظيم الذي شاهدوه هي من عبرت عن تلك المشاهد البطولية التي لا تحدث إلا في زمن المعجزات ، زمن التأييد الإلهي لعباده المؤمنين الذين تمسكوا بحبله لنصرة دينه والذود عن وطن أراد الأعداء سلب حريته وكرامته ففرش سجادته للدعاء كي لا يستحوذ عليه أعداء الله وعلى عاتق ابنأئه ألقى مسؤولية الدفاع عنه وصد الخطر عن شعبه المظلوم ،
فاتحدت الأرض مع رجالها لتطهيرها من دنس الغزاة، وسخرت الجغرافيا الوعرة بتبابها وجبالها ومنحدراتها نفسها لرجال الله وأنبسطت أمهامهم تلك المساحات المعقدة من بعد خمس سنوات عاث فيها مرتزقة العدوان الفساد ممنين أنفسهم بالوصول الى صنعاء !
مشاهد كثيرة عرضت فضحت حجم التسليح الكبير للمرتزقة الذين عللوا فشلهم بقلة الدعم من التحالف وضألة الٱمكانيات مشبهون وضعهم بجيش العسرة الذي خرج مع النبي (عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام ) في غزوة تبوك !!
بيد أن الواقع كان خلاف ماأدعوه فأعدد المرتزقة الذين وجههم العدوان للإقتحام كان كبيراً جداً وحجم ماكان معهم من المعدات العسكرية الضخمة والامكانيات يكفي لتحرير اليمن بأكملها وليس جبهة واحدة لكن حتى تلك المعدات ملّت مستخدميها وأفعالهم وعرفت نواياهم السيئة وبدلاً من ان تحميهم وتصد عنهم الخطر وتهجم معهم كانت تدفع بهم الى الموت حين كان يفر بها المرتزقة وشاركت رجال الله في تطهير تلك المساحات الكبيرة ابتداءاً من البوابة الشرقية لصنعاء حتى البوابة الغربية لمأرب فالبوابة الشرقية للجوف سلمت تلك الأرض بمافيها من جيش وعتاد نفسها للجيش اليمني خلال معارك استمرت خمسة أيام سمح الجيش خلالها لمن أراد بالفرار وبلغ حجم القتلى ولأسرى مايقارب ٣٥٠٠ ،
وهكذاتحولت موازين المعركة من الدفاع إلى الهجوم وحسمت المعركة بالسيطرة على نهم بالكامل والسيطرة على معسكر الفرضة الذي كان يحوي أضخم المعدات العسكرية !!
عملية صخمة قضى فيها رجال الجيش اليمني واللجان الشعبية على أحلام المرتزقة واسيادهم في الوصول صنعاء ووصفها أغلب المحللون والخبراء السياسيين بالقشة التي قصمت ظهر التحالف وبالمقابل أيضاً أثبتت مدى تطور قدرات الجيش اليمني ونجاحها في تحويل مسار المعركة لصالحه وتحقيق توازن ردع فعلي .
وتبين خلال هذه العملية مدى المستوى الاحترافي والتكتيكي الذي وصلت اليه المؤسسة العسكرية اليمنية .
ولكم نحن فخورون بهكذا ابطال سطروا نصر في أعلى من مستوياته نصرُ ليس له شبيه في تأريخ الحروب إلا عند اليمنيين الذين تسلحوا بالإيمان ومع كل رصاصة وضربة ألية عسكرية تلهج السنتهم بذكر الله فكان معهم فاأنهزمت أمامهم تلك القوى الضخمة وهرولت إلى مزابل التأريخ

مقالات ذات صلة

إغلاق