المرأة اليمنية في يوم المرأة العالمي

بقلم ـ دينا الرميمة

يحتفل العالم بتأريخ الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي يوم أقرته منظمة الأمم المتحدة في العام ١٩٧٥ عيداً للمرأة تقديراً لدور المرأة في المجتمع وأحتراما وتقديراً لماتبذله من مجهود للنهوض بمجتمعها ووطنها ،
ووضعت لها حقوق في حالة الحرب والسلم كان أبرزها توفير السلم والأمان الإجتماعي والأقتصادي والنفسي والمعنوي للمرأة، وضمان العيش الكريم لها والمساواة فيما بينها وبين الرجل والحد من العنف ضد المرأة والكثير من الحقوق الأساسية للمرأة التي تحفظ كرامتها أكدها مؤتمر جنيف في بروتوكولات خاصة بالمرأة ،
لكن نأتي لنقس هذه القوانين والتشريعات المقرة من من هذه المنظمة وغيرها من المنظمات على المرأة في بلدنا اليمن الواقعة تحت رحى حرب تطحنها وتذرها في الرياح في ظل غياب لكل تلك القوانين الرنانة والأصوات الصادحة بحرية المرأة وحقوق المرأة كذباً وزوراً ووقفت عاجزة عن إيقاف هذه الحرب ومسبباتها التي كانت المرأة أكبر ضحاياها.

فهنا إمرأة قصفت بيتها طائرات العدوان وتركتها بلا مأوى تبحث عن ملجأ تفر إليه من غارات خبيثة تشبثاً بحياة باتت لا صوت فيها غير صوت الرصاص والقنابل والصواريخ تلاحقها من مكان لأخر تريد اصطيادها وباتت مشاهد الدماء لا تفارقها أيما حلت وذهبت ،
وأخرى تئنُ وتبكي أطفالها الذين ذهبوا ضحية القصف وتركتهم أشلاء ممزقة تحت ركام منازلهم أو مدارسهم ، وهناك أخرى تصيح أوجاع استفحلت جسدها النحيل وبات مسستقراً لامراض لا يوجد لها علاج بعد أن منع العدوان دخولها إلى اليمن ليكون الموت هو ملاذها الأخير للتخلص من آلامها وأوجاعها ، وهناك من تعرضت لحوادث الإغتصاب من قبل عصابات إجرامية سلبتهم الحرب اخلاقهم وقيمهم الدينية فاصبحوا يمتهنون المرأة ولا يروها الاجسداً لاشباع غرائزهم، وربما الكثير من أتخذ هذا الفعل البشع كسلاح للسيطرة على بعض المناطق التي صعب عليهم دخولها بالسلاح !!
وهناك طفلة تموت جوعاً وأُخرى قضى عليها برد الشتاء وهناك من بات الشارع هو مأواها وملاذها الوحيد بعد سلبتها الحرب كل اهلها ومنزلها وبات غذاؤها فتات تبحث عنه في بقايا مايأكله الاخرون .
وهناك عروس احالوا فرحتها المنتظرة إلى عزاء وزفت مع الحاضرين إلى مثواها الأخير !!
وتلك أخرى لطالما حلمت بمستقبل مشرق ظلت تبنيه لسنوات فسلبتها أياه عبثية هذه الحرب فظلت تعاني ظروف نفسية صعبة لا أحد يستطيع إنتشالها من مأساتها وهي ترى كل أحلامها تداس تحت أقدام عدوان ظالم ،
كثيرة هي المأسي التي تحيط بالمرأة اليمنية ومن الصعب حصرها في بلد دمرت الحرب كل اسباب الحياة فيها وحرمت من حقها في السلم والأمان وحوصرت من الغذاء والدواء وباتت بيئة خصبة للأمراض التي اغلبها تأتي ضمن الحرب البيولوجية المتعمدة !!

كل هذا تعانيه المرأة اليمنية والعالم يحتفل بيوم المرأة !!
فأين هي المرأة اليمنية في قواميس قوانين المنظمات الناعقة بحقوق المرأة ؟؟
نعم كما غابت كل القوانين والحقوق للإنسان والحيوان في اليمن وغابت من أيامنا كل تلك الأيام العالمية كيوم خصص للطفل وأخر للصحة ويوم للتعليم ويوم للحرية ولم نرى إلا أيام لوثتها خيانة من صاغوا كل تلك القوانين والحقوق الصامتة عما يحدث في اليمن من إجرام وانتهاك للحقوق ومحاولة سلب الحريات والكرامة ! وبات صمتهم على كل مايحدث في حق المرأة والطفل بل والإنسان بشكل عام هو عدوان آخر لايقل في بشاعتة عن مايفعله المعتدون علينا بالصواريخ والطائرات ،
وستظل المرأة اليمنية ايقونة صمود وشعلة في وجه كل من يحاول النيل من كرامتها أو المساس بأرضها مهما قدمت من تضحيات وستكون هي القدوة لكل النساء في العالم في شجاعتها وبأسها وتحديها لكل ظروف الحرب وتحديها لكل ظلم نحوها غير آبهة بقوانين لم تزدها إلا إجحافاً وظلماً وتغييراً لفطرتها ،فحقوقها هي من ظمنها لها ربها من فوق سبع سموات ،ولتذهبوا الى الجحيم بقوانينكم المزيفة

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق