*نزلت أهلاً ضيفنا العزيز*

بقلم ـ رويدا البعداني

أهلاً بقدومك أيها الضيف العزيز ، ضيفنا المرتقب من كل عام هانحن نقرؤك السلام ونهديك عظيم الوداد والامتنان أنرت المكان بطلتك،أسعدت الزمان بلقياك ، جُلنا نعد الشهور عدًا ، ونحسب بين الفينة والأخرى موعد اللقيا ،فمتى ماأحتمدت بنا لوافح الأعوام ، وطالت بنا سنين الحروب العجاف هممنا ببث شكوانا وحريق قلوبنا ، تتعالى أصواتنا بنشوة الاطمئنان ، وتشير أن ثمة شهر عظيم وجابر إسمه رمضان ، فأهلاً بك من جديد.

أيها الضيف الكريم :-
أطلب السماح منك إن قصرت باستضافتك إلى منزلي العتيق، ذو النوافذ الهشة والأبواب الهرمة المحترمة، فكما تعلم أن الحرب دمرت ماكان قائم وثابت ، هزت النوافذ بصورايخها الكاسرة ، وأرعبت النوافذ والأبواب بصوتها الصاخب فغدت جلها مسنة وهي لازالت في عمر الزهور ، هذا ماحصل للجماد فمابالك بنحن بني البشر .

أيها الضيف الكريم :-
استوصيك السماح والغفران ، لست بكرمك وجودك فسنين الحرب سلبت منزلنا ألذ الأطعمة وأشهاها لكنني لن أبخل إن وجدت فيه مايشي بمالذ وطاب من أطعمة ، وددت أن أخبرك أن هناك بعض أخبار لن تسرك ،أخجل إن أطلقت العنان لها فهبت متكلمة ،أعلم تمامًا أنك تأتينا في العام مرة ، ويبنغي عليّ أن أهدأ من جرأة حرفي وسطو اعترافي ، لكني أتذكر يارمضان بأني لست منهم .

أن لست ممن ينمقون الكلام أثناء حضرتك في المساجد وأماكن العبادات بهتانالست كأولئك الذين يرتدون عباءة الخوف من الله كذباً وزورا فتراهم يبتدعون الصلاة والصيام وقراءة القران ، ويهمون بقرع المسابح لأجل أن تقال عنهم بأنهم صالحين ويستحقون مراتب الجنان بينما حقيقتهم أحقر مما كان .

أنا لست كالذين يمتنعون عن الأكل والشرب فقط ، فالصوم له معانٍ عدة غير الأكل والشرب ، الصوم أن نمتنع عن سب الغير وشتمه ، أن نؤثر الغير قبل أنفسنا، أن نراعي الجوار ونحسن التعامل ، هو أن نتفقد مطابخ الغير ونسعى جاهدين لتوفير مانقدر عليه من سد لقم العيش ومساعدتهم للبقاء مع المواساة بحكم القضاء .

أيها الضيف الأثير لقلوبنا :-
هناك من يظن أن بقدومك ينبغي عليه نفض غبار بيته من الأتربة ،وإزالة أدران المنزل وغسلها بأنواع المنظفات ومثيلاتها ، لكنه تخلف عن الأهم والهام ، لم يعِ بعد السر من قدومك وبأنك تبحث فقط عن نقاء القلوب ، وصفاء النوايا ، وبياض الأعمال وغيرها .

أعلم أيها الشهر الفضيل أن هذا العام سيبدو لك غريباً كونه مختلف عن سابقه، ستسأل لمِ محطات الذكر وأماكن العبادات خاوية على عروشها، لمَ تعرت من سكانها وأحبابها ومتذوقيها ولكن قبل هذا سأخبرك بالسر .

قبل فترة من الزمن القريب ،صرخت عدسات التلفاز بالخبر العقيم بأن هناك فيروس قاتل اجتاح العالم بشراهة ، لم يرحم الصغير ولاالكبير ، فتك بأعمارهم جميعا فباتت أعداد الوفيات باليوم تتزايد بالمئات .

فيروس ظالم يتوعد من أي تجمعات أن يفتك بما فيها ويرميها برصاصات الموت المؤقت فماهي هي إلا أيام قلائل إلا وقد ودع الضحية الحياة هذا بعد حجره لأيام في سجن صحي أعلمت كم هو خطير وقاتل؟أُصيب العالم بالذعر والخوف ، فابتعدوا عن التجمعات احترازاً لماتبقى لهم من حياة فاللهم إني بلغتك بما كنت به أعلم والله وحده يعلم .

فاللهم إنا نسألك أن تباعد بيننا وبين هذا الفيروس كما باعدت المشرق عن المغرب وأبعد ، هانحن وقفنا عاجزين نسألك بضعفنا وقلة الحيل فأنت على كل شيء قدير .

نسألك أن ننعم بالسكينة والصحة والسلام ، وأن لايغزو أجسادنا هذا الفيروس كما فعل بالعالم أجمع ، فأنت ياإلهي وحدك من تعلم سوء الحال وضنك المعيشة، فنحن شعب مضني بالحررب قد أرهقته المذابح ونالت منه الأوجاع مانالت ولم يعد لنا متسع لمواجهة هكذا أوبئة فالوحوش لازالت إلى الآن تتربص بنا ساعتنا الراهنة مترصدة خطانا ، وتترقب سقوطنا لتنهش ماتبقى لنا من حياة .

اللهم اجعل هذا الشهر الكريم هو بشارة خير لنا ولمن يحب الخير ، ومحط النهاية لكل أمراض وحروب وأوبئة ، اللهم آمين ، والحمدلله رب العالمين .
#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق