لتعرفوا ماقاله السيد في المحاضرة الرمضانية الحادية عشر اقرؤا ما لخصته.

تلخيص/ مرام صالح مرشد

أكمل السيد القائد محاضرته التابعة لعنوان الأمس في تفسير سورة العصر، واصل تفسيره لآيات الله وصولاً لقوله تعالى: (وتواصوا بالحق)، فالحق هو عنوان مهم في المسيرة القرآنية وهو من لوازم النجاة والإيمان الصادق، وهو بأن يكون الإنسان مهتدي إلى الحق متمسكاً به، فالحق له مسؤوليات علينا ان نهتم بها: كإقامة الحق في الحياة لكي يكون سائداً بشكل واقعي وعملي نلتزم به في شؤون حياتنا ومواقفنا ولدفع الشر والبغي والعدوان عن الناس والمظالم الكبيرة والصغيرة فهي مسؤوليات جماعية.

وذكر السيد سلام ربي عليه أنه لا بد من التواصي لما له من اهمية كبيرة فهو يزرع النشاط ويعزز الموقف، ويسد كل الثغرات في النشاط التوعوي في الأمة، وحتى لا تبقى الساحة في موضوع من الفراغ، وأهمية التذكير حتى يكون الإستمرار بشكل نشط وأن لا يسود الفتور والملل أحياناً فينا، فلا بد من التواصي بالحق لكل ماله من أثر وقيمة وتفعيل لحركة الناس في الساحة، نشاط في التواصي بالحق يكون الناس بعيدين بتركه، فالعمل بالتواصي بترك الحق هو من أسوأ شيء يصل له الإنسان وهو زور أعظم، قد يصل البعض إلى انه يوصي بترك الموقف الحق وهو من أهم المواقف التي تثبط وتخذل الإنسان فبالتواصي قد نسد هذا الفراغ في الساحة.

فمن نعم الله عندما يتحرر مجتمع من المجتمعات الاسلامية من تلك القيود والأغلال فهذه نعمة عظيمة يتصدى لكل الذين يحاولون أن يوصوا بترك الحق، التواصي بالحق على مستوى القضايا الإجتماعية مثل: نزاع بين قبيلتين فقد يأتي أحد ليتبنى ذلك الموقف، موضوع لغير الحق، فإذا أصبح الحق هو المطلب للجميع ستحل المشاكل والنزاعات بسهولة، فعلى مستوى الأشخاص عندما يكون التواصي بالحق في كل الأمور يستجيب الناس لطريق الحق وترك مواقف الباطل، لأن مواقف الباطل تمتد إلى الآخرة، التذكير بالحق على مستوى الإلتزام العملي من أهم المسائل والتواصي به في اطار الإلتزام العملي والناس يتحركون كأمة مؤمنة لقوله تعالى: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)

فبالمسيرة العملية تأتي المؤثرات التي تؤثر على الناس كإمكانيات وسلطة وموقع ورغبات وشهوات ومخاوف، ففي أدائه العملي ومسؤولياته قد يخرج عن الحق في سلوك معين حينها هناك مسؤولية للتواصي بالحق وانه لا داعي للمجاملات والانحراف والتقصير في أي مسؤولية ووضح السيد القائد بما قاله الإمام علي عليه السلام: (من سيثقل الحق الذي يقال له فبالتأكيد هو أثقل عليه في الإلتزام العملي) فهذا مؤشر ايجابي، فمهما كان موقع أي شخص في اي مستوى من مستويات المسؤولية قال لهم السيد: لا تأنف عندما توصي بالحق ولا تغضب ولا تستاء ولا تعادي من يوصيك بالحق فقد يتعامل معه بالإقصاء إذا أخذ نصيحته ويتغير تغير ملحوظ لأنه أوصاه بالحق فيحاول أن يتخلص منه، فلا بد أن تكون بواقع ودافع صحيح ولا تتوجه تلك النصائح إلى مناكفات وتصفيات شخصية كما ذكر السيد القائد فيقوم بالتصيد لجوانب القصور لديه لتوجهها السلبي والإنتقاد السلبي وعمليات التجريح والاستغلال وهذا لا يعتبر تناصح إنما حرب إعلامية.

فالتواصي بالحق ليس تصيد لأخطاء الآخرين من المخطئين والجامدين، إنما تنطلق النصيحة بروح أخوية ومسؤولية وبدافع ايماني خالص من منطلق وتحرك جاد فمثل هذا يجب التفاهم معه ومن يغضب من هذا التناصح فهو مستكبر، فأولياء الله لا يغضبون إن يقال لهم الحق وتقدم اليهم كلمة الحق، فالتواصي بالحق سلامة من الخسران.

آخر نقطة من الآية هي: (وتواصوا بالصبر)، فقد اوضح السيد القائد أن الصبر من المواقف المهمة وكثير من الامور والالتزام العملي قد تأتي صعوبات ومتاعب، وعادة في الحياة مامن عمل نعمله إلا وهو يحتاج إلى صبر، طريق الحق والمسؤوليات المهمة لا بد من الصبر فيها لانها لو احتاجت إلى الجهد العملي فهي تستحق تحمل كل الأعباء والمتاعب مهما كانت، فيتأثر البعض ويصل إلى أن يقصر ويتخاذل ويتذمر ويألم، فلا بد في هذه المرحلة من التواصي بالصبر، وان الله يحب الذين يعملوا ويصبروا لقوله تعالى: (إن الله يحب الصابرين)، وفي آية أخرى تدل على الصبر (واصبر وماصبرك إلا بالله)، فلصبر موقع مهم كموقع الرأس من الجسد وقال الله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين)، بدأ الله في الآيه الكريمة بالصبر قبل الصلاة لانك عندما تصبر سيكون الله معك ويحقق لك النتيجة التي تريدها، لأن الإنسان إذا لم يتوطن على الصبر سيتراجع من فعل عمل فيه صعوبة بسيطة وذكر السيد سلامٌ عليه آيه عن الصبر قائلاً: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، جزء من الأجر في الدنيا والجزء الآخر في الآخرة، (ياأيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)، فالفلاح هنا هو معنى النجاح والوصول إلى الغاية المرجوة.

وبذلك أنهى السيد القائد محاضرته ونسأل من الله التوفيق والسداد.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق