خاطف الأرواح

بقلم ـ رويدا البعداني

حقيقة لم يسبق وأن كتبت رسائل زاجلة لفايروس لايُرى؛ فبالطبع لست غبية، لكنني اليوم عزمت الكتابة إليه وعنه،وأخص بذكري (فايروس كورونا) فيا أيها الشبح الخفي المتربص بنا هلا أزلت اللثام عن وجهك لنعرف ماهيتك ومئاربك؟
ماذا تريد وماذا فعلنا ؟
من فضلك تكلم فصمتك اليوم يقتاد أرواحنا بخطى تتسابق لتصل بنا إلى هاوية المقابر، بينما هي في أوج صباها ولم تتنفس الحياة بعد .

لا أعلم حقًا كيف اصطنع الحديث معك وأجري مقابلة ؟ لا لشيء وإنما لأخبرك عن أثر جرمك إن كنت لا تعلم بفعلتك الشنيعة عل ضميرك النائم يستقيظ وتصحو إنسانيته ، علك ترأف حالنا البائس وتستشعر ما حل بوطننا وأهلكه ليرتمي أرضًا على موطنه ، كنحن تمامًا فكما تعلم أننا نخوض لأعوام أتون حرب دامية ، أطاحت بالحجر والشجر وبني البشر.

وددت أن أخبرك أننا شعب يتوسد الجوع قبل أن ينام كل ليل ،يضاجعه الزمهرير ، وترافق أحلامه التنهدات والأنين ؛ ليصحو على أصوات الدمار لا هديل الحمام ،والحال كما هو مستمر إلى لحظتنا المنتكبة هذه ، وددت أن أعلمك إن كنت تجهل بأننا شعب انقطع راتبه مُنذ مدة طويلة ،شعب ثاوٍ على رقعة بائسة يقال عنها وطن .

قضت الحروب أوطارها منه ، تنصلت عنه المنظمات الحقوقية وراحت تبقبق للكراسي الأممية ومايترأسها من حثالة وأوباش أنها لحقوقنا حامية مدافعة ، ولبقاءنا أحياء ملمة وكلها خزعبلات لا أساس لها ، فهنا في أرضي تقطن المجاعات ، وتربو أعداد الوفيات في يوم كل يوم آت ، نحن لا نمتلك الذهب الأسود ولا الذهبي ولاحتى الوردي ، جيوبنا فارغة ، وملابسنا مهترئة ، حتى أقدامنا تلتحف أحذية ممزقة إلا من رتقات الإبر عليها حين تمزقت ونحن نبحث في هناك عن وطن، لذا تيقن أن صرتنا العتيقة والجديدة لاتسمن ولاتغني فدعك منا.

أيها الفيروس الكاسر :-
أتعلم !
قدومك كسر وحطم آخر آمانينا الجميلة، كنا نتخضبها في الصغر بلون قوس قوزح لكنه لوهلة تحول إلى لون أحمر ومن ذلك اليوم عشش هذا اللون وكن الطرق والمسالك ،غدونا نفتش عن وطن نحيا عليه ، نبحث بين دهاليزه عن أماكن شاهقة لنشهق منها دون علم أحد حتى لانباغت بصاروخ فجأة ،نتنسم الهواء هناك على أسنة الجبال المنتصبة كحالنا في الزمن القديم حيث كانت الحياة حياة وليس موت واحتضارات .

أيها الشبح الملثم :-
لست غريبا عنا حتى وإن كان وجهك يكسوه نقاب ، فأمثالك في وطننا كُثر ، وتم الإسفار عن كل مكنوناتهم ووضع الحد لهم ، عملنا جاهدين لتصفيتهم من الجذور وتم بحمد الله ، لكنك مختلف عنهم بكونك ذئبا شرسا ، وحيوانا هائجا فتاكا ،ولأننا شعب يُتقن حَبك النهايات بأعظم الانتصارات ، قررنا أن نواجهك بأقسى مالدينا من امكانيات ، سننشر الوعي والتناصح بين أبناء المجتمعات ،ونستشعر الموضوع بجدية تامة ، وبما أننا شعب السلام والحكمة والإيمان ، فليكن الشعار من الآن ، لٱ للاستهتار لٱ للتصافح فالسلام أعزائنا حُدد مِصيره بتحية والسلام .

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق