د.حزام الاسد | الشعب اليمني في مواجهة كورونا ،،

بقلم /حزام الاسد*
____________________
كورونا (كوفيد ١٩) وباء عالمي اجتاح العالم وكانت له تأثيراته الصحية والاقتصادية والسياسية المتفاوتة على مختلف دول وشعوب ومجتمعات العالم، لم يكن للمنظومات الصحية المتطورة منها او البدائية التأثير الكبير للحد من انتشار الاصابات بهذا الوباء او زيادة حالات الوفيات بقدر ماكان عنصر الوعي المجتمعي والجدية في التعاطي مع هذا الخطر الدور الابرز ومثلت الصين المثال على ذلك في مقابل ايطاليا والولايات المتحدة واسبانيا التي غلب على سياساتها طابع اللامبالاة وعدم الاقتراف والبرجماتية المادية والحسابات الاقتصادية الرقمية والحساسيات السياسية على الجانب الانساني وهو الامر الذي انعكس سلبا على مختلف الجوانب في تلك الدول حيث تأثرت منظوماتها الاقتصادية والصحية بشكل كبير واهتزت مراكزها السياسية.
من خلال تجارب البلدان الاشد تضررا والاخرى الاقل تضرر نصل الى حقيقة المواجهة مع هذه الجائحة والتي تكمن في التعاطي الايجابي والجدي والواعي والمسؤول رسميا وشعبيا، ومن خلال دراسة طبيعة هذا الفيروس وخطره ونقاط ضعفه نجد أن السلاح الاقوى والانجح في مواجهته والتغلب عليه بالنسبة للفرد هو الطمأنينة والثقة بالله الى جانب الاخذ بالاحتياطات اللازمة والممكنة الوقائية والعلاجية ومن غير المنطقي ولا المعقول أن نواجه ونتغلب على هذا الفيروس الذي يعتمد في فتكه بالانسان على عامل القلق والخوف وانهيار المعنويات بالتهويل وخلق الهلع وتناقل الاخبار المزعجة والتي غالبا ما تكون مضللة .
وللمقارنة في اعداد ضحايا جرائم العد’وان على بلادنا والمرتكبة يوميا منذ ستة اعوام نجد ان لا مقارنة مقابل ما سيتسبب به هذا الوباء بالرغم من تلازمهما معا.
وللعلم فالعد’وان الذي يمارس الفتك بأبناء الشعب اليمني عبر مختلف الوسائل الاجرامية والطرق الدنيئة من الاستهداف المباشر والمستمر بشتى انواع الاسلحة المحرمة الى الحصار الخانق الذي يستهدف الجميع سعى بكل جهد وبمختلف الوسائل والامكانيات لديه الى ادخال هذا الوباء الى اليمن وبتواطئ من مرتزقته سواء عبر نقل المسافرين الى اليمن في ظل تفشي الوباء بمختلف دول العالم وفي ظل الاغلاق العالمي للمطارات والمنافذ البرية والبحرية، او عبر ادخال الالاف من المهاجرين الافارقة الى اليمن، اضافة الى الانزال الجوي للكمامات والمناديل الورقية التي رجحت مصادر طبية حكومية تلوثها بالفيروس، فهو من خلال تهويله اليوم وابتهاجه ونقل الاخبار المضللة والتكهنات عن اعداد الاصابات والوفيات يسعى لأن يرى نتيجة عمله ماثلة امامه ليتلذذ بذلك كما يتلذذ بمعاناة ابناء الشعب اليمني وبرؤية اشلاء الاطفال والنساء طيلة الستة اعوام .
لهذا فمن الضروري العمل على مواجهة هذا الوباء بكل الامكانات والاجراءات اللازمة الوقائية منها والعلاجية وبتعزيز حالة الثقة بالله والتضرع والالتجاء اليه، وليس من الضروري البحث عن التفاصيل الغير مهمة كالاعداد والارقام وتداول الحالات لاسيما ونحن نعيش في حالة حرب مع جراثيم شبه بشرية لا تختلف في اساليبها وتربصها وضررها عن مجهريات كورونا والطاعون والكوليرا وانفلونزا الخنازير ولنستعن بالله ونعتبرها معركة حقيقية ومكتملة الاركان ومع نفس العدو.

 

*عضو المكتب السياسي لانصار الله

عضو مجلس الشورى

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق