امريكا وترامب بداية النهاية

بقلم ـ دينا الرميمة

جأت حادثة مقتل الأمريكي من الأصول الأفريقية “جورج فلويد” على يد رجال الشرطة الأمريكية لتعري أمريكا أمام شعوب العالم وتكشف حقيقتها الفاشية المغلفة بالديمقراطية وحماية الحقوق والحريات وقبل منهما الإنسانية ،
فمايشهده الشارع الأمريكي من عمليات عنف تجاه المحتجين على مقتل فلويد والمطالبين بالمساواة وحق الحياة للسود وتغيير السياسة الأمريكية لهو خير دليل على زيف ماظلت أمريكا تدعيه خلال سنوات طويلة من احترام حقوق الشعوب وحماية المطالبين بتغيير سياسات الحكومات واتضح للعالم حجم العنصرية الطابعة على امريكا وممارستها بين اوساط المواطنين في امريكا وفي كل دول العالم .
ماذا لو كانت تلك التظاهرات الرافضة للعنصرية والمطالبة بالمساواه داخل دولة أخرى غير امريكا ؟
ماذا سيكون موقف ترامب وزعماء بيته الأبيض منها ؟؟
الأمر بالطبع سيكون مختلف خاصة لو أن نظام تلك الدولة مخالفا لسياسيات امريكا الإستعمارية والمتغطرسة فهم بالطبع سينحازون إلى صف المتظاهرين حتى وإن قاموا بإعمال عنف وشغب وسيتوجهون إليهم بالتحريض ضد حكومتهم ،
لاحظنا في التظاهرات التي خرج بها الايرانيون احتجاجاً على رفع أسعار النفط كيف خاطب ترامب ووزرائة الحكومه الإيرانية قائلين ( لاتقتلوا المتظاهرين فعيون أمريكا تراقبكم ) وتوجهوا للمتظاهرين تحريضاً على الحكومة ووعدوهم بالحماية لكن مساعيهم خابت فوعي الشعب الإيراني بحقيقة أمريكا أكبر من أن تُغريه وعود ترامب ،
وللشعب الفنزويلي الذي خرج مطالبا بتغير مادروا بتحريض أمريكي خاطبهم ترامب قائلاً ( لقد بدات ساعة الانفتاح للمطالبة بالحرية !!
وللعراقيين خاطبهم قائلاً (هذا وقتكم) وطالب الحكومة العراقية بتنفيذ مطالبهم !!
فلماذا اليوم لا نرى مثل هذه التغريدات لترامب تجاه مطالب المحتجين الامريكيين
لماذا حينما كان هو المقصود في تلك التظاهرات وصفها بالارهابية والتخريبية و أراد تفعيل قانون إثارة العنف وواجه المتظاهرين بجيش يمارس كل وسائل العنف على الشعب الأمريكي.
اليوم ترامب بنرجسيته المعروفة وغروره اللامحدود يتهمه الكثير أنه أول رئيس أمريكي يفرق الأمريكيين ولا يوحدهم ويخشى الكثير من أن يؤدي هذا الغضب المتنامي منذُ ثلاثون عاما ً الى حرب أهلية فثمة شرخ في أمريكا من الصعب ترميمه في عهد رئيس شعاره أنا اولاً وطامعاً في ولاية ثانية

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق