كربلاء..مظلوميةٌ ومِنهاج

بقلم ـ غيداء الخاشب

نرسو على سفينةِ آل بيت رسول الله رغم تغييبهم عنّا من قِبل الفكر الوهابي، وكانت من ضمن أعمالهم، أنهم تعمدوا إخفاءهم ،وأَجبروا الأُمة على كِتمان سيرتهم العَطرة، ومظلوميتهم المؤلمة، وتكبدهم للعَناء في ظلِ خُذلان الأمة لهم، والمغزى من جهادهمِ المستمر ضد طواغيت كُّل العصور، ولكن لم تنجح خططهم تلك وتّبين للجميع أحقية آل البيت وعدالة قضيتهم إلا من كان في عينيهِ غشاوة وطبعَ الله على قلبهِ وأصبح ممن لايعقل ولايفهم!

بنيّ أُمية المُدعين الإسلام نِفاقاً ، حاشا أن يكون هولاء بشرٌ إنما وحوش مفترسة ظمأى للدماءِ التي يقتاتونها بدمٍ بارد، لايمتلكون بضمائِرهم مثقال ذرة من رحمة لم يسَلَم منهم لا الصغير ولا الكبير، كان همهم الرئيسي طمس معالم الدين و تجفيف نسل آل محمد،حيثُ وقد هدموا ديارهم، سبوا نساءهم، سفكوا دمائهم، وبأبشع الطُرق قاتلوهم، أهدروا دماء الأطفال الرُضّع _كعبدالله بن الإمام الحُسين عليه السلام_، حاصروهم وكانوا يبيتون عطشى وجوعى.

وصلبْ المُعاناة كانت بحادثة كربلاء عندما خرج سبط رسول الله الإمام الحُسين بن الإمام علي_عليهما السلام_ لإصلاح أُمة جدهِ التي انحرفت عن دينِ الله وبايعت يزيد الفاسِق المُفسد في الأرضِ، فأختار سيدنا الحُسين التضحية والشهادة بدلًا عن الذُلِ والهوان أمامهم ، وتجلّى ذلك في كلِماته منها قوله: ُ(( واللهَ ما أرى الموتَ إلا سعادة والحياة مع الظالميّن إلا برما)).

خَذَل الناس الحُسين وتركوه وحيدًا يُعاني عدا أهل بيته الذين حُوصِروا حينها في خيام بمنطقةِ كربلاء وتحديدا صحراء نينوى _العراق_ولم يجدوا مايسدّ رمقهم، عانوا الأمرين، تحركَ الحُسين بفرسهِ وسيفه صوب الجيش الكبير الذي حشده يزيد، وتوجهت نحوه سهامٌ غادرة ظل يُقاتل بشراسة لكن عدد تلك السهام كان قد زاد فأجتاحت جسدهُ الطاهر حتى هوى صريعاً في أرضِ المعركة ، لم يكتفوا بذلك بل أتى شمر بن ذي الجوشن اللعين واحتز رأس سبط رسول الله.
جريمة اهتزت لها السماءُ والأرض لم تحدث في عصرِ الجاهلية ومع الأسف حدثت في عصرِ الإسلام !!

ظلمٌ وحزن،و الجُرح لفقدِ عظيمٍ من آل بيت رسول الله الدواء الأنسب لهُ ليس الحزن والعويل إنما أخذ الدروس والعبر للسير على خطِ الحُسين ، وما حدث بكربلاءِ إلا دليلاً على التفريط والإنحراف المُخزيّ للأمة وتنكرها لمحمدٍ بن عبد الله صاحب الرسالة الإلهية ، كربلاء مظلومية ماثلة في التاريخِ ومِنهاجاً نسير عليه ،وبصيرةٌ للمؤمنين ، كربلاء محطة للتأملِ والتدبر من أجل الخروج من التيه وليس للآهات والحسرات فقط.

ما أشبه الليلة بالبارحة! علّ الناس يفهمون ذلك ولايُفرطون بسلالة أهل البيت المُتبقية وقد حصلت وتمثلت بالشهيد القائد/حسين بدر الدين الحوثي، لكن الوعيّ سوف يكون كامناً في هذا الجيل وهولاء القوم الذي يطبقون كلام الله ويفاخر بهم السيد القائد _عبدالملك حفظهُ الله_ وهم يدهُ الضاربة ، لايمكن لشعبٍ كاليمنِ أن يُهزم رغم مظلوميتهِ الشبيهه بكربلاء حتى أنها سُميتّ(كربلاء العصر)، ولنجعل منهاجنا حُسينياً ومسيرتنا حُسينية حتى يفتح الله لنا وينصرنا على القومِ الظالميّن.

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق