زيارة نتنياهو للسعودية.. لا غرابة !

عارف العامري

ليس مستغربا ان يصل نتنياهو الى السعودية، ويعقد اجتماعا مع بن سلمان مع عدد من وزراء الكيان،برعاية وزير الخارجية الأمريكية.

فقد اصبح السر جهرا،وتأكد المؤكد، وما كان يجري خلف الكواليس لعقود عدة،صار اليوم مكشوفا امام مرأى ومسمع الأمة.

فهناك علاقات وثيقة ومصالح متبادلة بين الطرفين منذ زراعة بنوسعود في المنطقة، وتسهيل عملية الاحتلال الصهيوني في فلسطين عبر عدد من المؤتمرات والوعود.

ولكن التوقيت الذي جاء فيه التطبيع الرسمي، وبعد عقد قمة العشرين الافتراضية بساعات ، التي إستشعر فيها النظام السعودي الخطورة على ملكه، من خلال الضغط الذي مارسته انظمة غربية على رؤوس الحكم بفتح عدة ملفات إنسانية واجتماعية وعسكرية وسياسية.

من هنا صار لزاما على نظام العدو السعودي، ان يتقدم بخطوات سريعة نحو إسترضاء الكيان والقبول بعقد لقاء معلن، وتقديم مزيدا من التنازلات، حفاظا على بقائهم على سدة الحكم، وخشية ان تنفذ الأنظمة الغربية وعيدها، وتوقف الدعم الفني والاستخباراتي والاقتصادي ، وخاصة فيما يتعلق بوقف بيع السلاح للنظام السعودي، ومن ثم تحريك ملفات حقوق الانسان والانتهاكات التي تمارسها الأسرة الحاكمة من جرائم حرب بحق الشعب اليمني منذ ست سنوات وكذا على مواطنيها في الداخل والخارج.

كما انه وبعد فقدان أنظمة تحالف العدوان جزءاً كبير من نفوذها ، بعد خروج ترامب من المشهد السياسي خلال عملية الانتخابات الاخيرة، وتصريحات المرشح المنتخب بايدن بالعودة الى الإتفاق النووي وفتح علاقات متقدمة مع جمهورية ايران الاسلاميه، وغيرها من الدول، ومحاسبة النظام السعودي على جميع جرائمهم.
الامر الذي قد يكلف الانظمة الخليجية كثيراً من التواجد السياسي، ويسلبهم النفوذ التي كانوا يعتقدون انهم سيحكمون على الانظمة الفقيرة من خلالها، وسيضعف موقفهم امام الموقف الإيراني بالذات، وهو ما يؤرق مضاجعهم خاصة وان رفع العقوبات الاقتصادية على إيران، سيوقف عجلة التنمية في تلك الدول.

د. عارف العامري
المتحدث الاعلامي لتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان

مقالات ذات صلة

إغلاق