مرام مرشد | أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة للسيد القائد/ عبد الملك الحوثي

أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة للسيد القائد/ عبد الملك الحوثي (سلام الله عليه)

*تلخيص/ مرام صالح مرشد*

في هذه المحاضرة يتحدث السيد القائد عن غزوة بدر وعن الدروس والعبر التي نحن بأمس الحاجة إليها لتصحيح المفاهيم لمواجهة التحديات والأخطار

_ رسول الله بعد الهجرة من مكة للمدينة حظي بنصرة الأنصار، لمجتمع حاضن للرسالة الإلهية، واستقر هناك ليؤسس أمة اسلامية، ولكن قريش بعد هجرة النبي لم تكف عن عداوتها للإسلام والرسالة، بل استمرت في ذلك.

_ في قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، في هذه المعركة كان عدد المسلمين أقل من عدد المشركين كما ذكر في بعض الروايات أن عدد المسلمين (313) مجاهداً، أما عدد المشركين فكان (1000) مقاتل، وكانوا يملكون من العدة العسكرية مالا يمتلكه المسلمون، فكان ذلك نشاط دعائي للمنافقين، وأرجفوا الناس، وأن هذا التحرك خطير، وأن المسلمون لا يمتلكون القوة الكافية لهذه المعركة، لقوله تعالى: (إِذْ يَقُولُ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

_ المؤمنين الذين كانوا في صف النبي كان فيهم القلق البالغ والاعتراض على النبي، فقد كانت هذه التجربة الأولى لهم، لقوله تعالى: ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)، والنبي كان واثقاً بوعد الله، لقوله تعالى: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِـمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ)، فكان الظفر بــ :
1/ أبي سفيان والقافلة.
2/ الجيش العسكري.

_ المعركة شهدت الكثير من مظاهر الرعاية الإلهية للمسلمين، فقد أتى المطر واغتسلوا منه المسلمين، واستخدموه لتثبيت جغرافية المعركة، وأتت الملائكة ونزلت السكينة، وعدة عوامل وظروف ساعدت المسلمين، فقد كانت عدة المسلمين متواضعة ولم يكن لهم إلا فرس واحد كما ذكر في الروايات، وإذا انكسر سيف أحدهم لا يوجد البديل، ولا يملكون الدروع مثل أعدائهم، ولكن الله كان معهم، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون)، كانت الظروف صعبة ومع ذلك كانت المعركة مصيرية وحاسمة، ولو تمكن المشركون من القضاء على المسلمين والرسول، لكانت النتيجة سلبية للرسالة الإسلامية.

_ سُمي هذا اليوم بيوم الفرقان لأنها مثلت مرحلة فارقة، فما بعدها وماقبلها يختلف كثيراً، فشعر المسلمون بالعزة والاطمئنان، ووثقوا بالله وارتفع إيمانهم.

_ الذي يقود المسلمين هو النبي، وقد فرض الله علينا أن نتحرك على هذا النهج كما فعل نبينا، فكان باستطاعة المسلمين أن يدعوا بالنصر، ويقرأون القرآن، وسينتصروا ولكن النبي والمسلمين دعوا ولكن كان هذا الدعاء في إطار عمل، ولم تكن المسألة مسألة قعود، بل تحرك.

_ من الدروس الإيجابية في الصراع:
_ الصراع هو أهم ميدان لتجلي القيم وترسيخ المبادئ، فمن مصداقية الإنسان أنه يجب أن يثبت على موقف الحق.

_ الصراع محك لمعاملتك مع الله، هل تثق بقوله الذي وعد به في القرآن الكريم، ومقدار مصداقيتك في تصديق هذه الثقة.

_ وفي مبدأ الفرز والاختبار هناك ممن ليسوا يحافظوا على حد أدنى للإيمان، والتحرك والقتال في سبيل الله، وهي علاقة لتبين المؤمنين الحقيقيين، فهي محطة غربال واختبار، وهناك مثل شعبي يقول: (يوم العيد كلاً جيد)
وفي قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَـمَ الْـمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)، اختبار ليبين حقيقتكم.

_ الصراع من متطلباته البناء، وهو يدفع نحو عوامل القوة، لأن من متطلبات الصراع أن تسعى لأن تكون قوياً.

_ يجب أن يكون لدينا الوعي والفهم الصحيح، وتقديم الرؤى السليمة والصحيحة، فعندما أمرنا الله بالجهاد ليس ليحملنا المشاق، بل رحمةً منه لنا، فهو ميدان فرز، وغربلة للناس، لقوله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَـمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَـمُونَ)، كُتب القتال والطبيعة البشرية تكره القتال نتيجة نظرة مغلوطة، فلهم العزة والخير وتجسيد المبادئ والقيم في الدنيا، وثمن عظيم في الآخرة وهو الجنة لقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وكذلك النصر في الدنيا لقوله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ)، فأمتنا في هذا العصر بأمس الحاجة لأن تستفيد من الدروس والعبر من هذه الغزوة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق