الطائفيــــة ُ || سـِلاحُ الغـــــرب الأمضى لتفتيت الشّـــــرق

حشد نت .. عارف العامري:
‎في هذا المقال سأستعرض بعض الوثائق والوقائع والحقاثق والمعطيات والتصريحات المأخوذة كلها من أفواه الصهاينة في إسرائيل أو في أمريكا ، معتمداً أحد مناهج البحث السياسي المتعددة ، ألا وهو المنهج التاريخي الذي يستند إلى الاحداث التاريخية في فهم الحاضر والمستقبل ، وعدم فهم وإدراك اية حالة سياسية الا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتطورها ، سلباً أم إيجابياً ..!!!

‎في 14 أيار 1948 ، يوم الاعلان عن قيام / دولة إسرائيل / أعلن دافيد بن غوريون ، أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من اي تحالف عربي محتمل..!!!؟؟ وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية لعقود عديدة….!إلا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا ان هذه النظرية وحدها لاتكفي لضمان أمن إسرائيل، وأن ضمان هذا الأمن ، واستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها مرهون بانهيار المجتمعات العربية وضعفها وتمزقها …!!!

‎في شباط 2011 نشر الكاتب الامريكي / مايكل كولينز بايبر/ مقالاً في موقع / أمريكان فري برس American Free Press / اشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهوينة العالمية المعروفة/ كيفونيم/ بقلم الصحفي الاسرائيلي /عوديد ينون/المرتبط بالخارجية الاسرائيلية ، ودعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي ، وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل إلى درجة تصل إلى / بلقنة / مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية..!!! وهذا كان ترداد لذات الأجندة التي طرحها البرفسور الاسرائيلي الراحل/ إسرائيل شاحاك/ وهدفها تحويل إسرائيل إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الاوسط للهيمنة الاسرائيلية.

‎هذه الاستراتيجية سبق وتحدث عن شبيه لها الأكاديمي الامريكي/ زبغنيو بريجنسكي/ قبل أن يصبح فيما بعد مستشار الرئيس كارتر لشؤون الامن القومي ، وذلك في كتابه /بين عصرين العصر التكنوتروني/ الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي والذي دعا فيه للإعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي ، ودعا لهيمنة رجال الدين واشعال حروب الاديان والطوائف، وتقوية التيارات الدينية التي لاترى العالم إلا من زاوية الدين والخلافات الدينية ….!!!

‎وفي إحدى تصريحاته يقول : ان منطقة الشرق الاوسط ستحتاج الى تصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس – بيكو ومقررات مؤتمر فرساي .!!!

‎وكان قد سبق لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ان صرح انه بهذه المنطقة تواجدت كل الاديان ولايمكن التعامل معها الا من خلال الدين .!!! أي أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو اليها الصهيونية العالمية !!!.

‎وأعتقد ان كل منا قد قرأ مشروع المستشرق الصهويني الامريكي ، البريطاني الأصل / بيرنار لويس / عن تقسيم الشرق الاوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وافغانستان ، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.

‎وفي مقابلة لبرنار لويس في 20/5/2005 قال تماما مايلي : ” ان العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون فوضويون ، لايمكن تحضرهم ، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات ، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم واستعمارهم ، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة ، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان … وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولاداعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الافعال عندهم ، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل ان تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها”.

‎وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني جوناثان كوك في العام 2008 كشف عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات، ومحاولة جعل تلك المقولة اساساً لنظرة العالم الى مكوناته الأساسية ولاسيما البلدان الاسلامية .!!!

‎وفي كتابه / إسرائيل وصرع الحضارات/ يكشف كوك بوضوح محاولات إسرائيل استخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الاوسط بأكمله على نحو مواتٍ لها ولمصالحها .!!
‎ويؤكد كوك أن الحرب الأهلية ،ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول لغزو العراق ، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن ، وإنما في مكان اخر على بعد آلاف الأميال / ويقصد تل ابيب/ ،، والحالة العراقية التي تسودها الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية تشكل المواصفات المثالية للدولة العراقية من وجهة النظر الاسرائيلية ، وبحسب التصور الصهويني فمن يسيطر على العراق يتحكم استراتيجياً في الهلال الخصيب، وبالتالي الجزيرة العربية ، فضلا عن موارده الضخمة….!!!

‎وحسب ما نقلته الأنباء في حينه ، فقد سبق وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ، لآرييل شارون ، ان الولايات المتحدة هاجمت العراق أولاً ، وقبل أي شيء من أجل خاطر إسرائيل .!!!

‎ويقول جوناثان كوك ان إسرائيل منذ عام 1980 قررت اتباع سياسة ملخصها هي: تقسيم كل شيء على الضفة الاخرى ، أي في الجانب العربي ، بداية من الفلسطينيين ثم زحفاً وأحياناً ركضاً ، إلى بقية الدول العربية .ويضيف كوك أن المحافظين الجدد كانوا يشاركون إسرائيل بقوة في ضرورة مواصلة هذه الاستراتيجية لإلغاء أي دور لدول الشرق الأوسط واغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها….!!!!

مقالات ذات صلة

إغلاق