بعودة الكرامة يعود لنا الوطن

عارف العامري:

مايحدث في وطني ولن اقول المحتل بل الغير مستقر في اطرافه الجنوبية والشرقية

أخلاق للبيع….قيم ومبادئ للإيجار…عادات وتقاليد للاستهلاك اليومي….دين وشريعة يفصل حسب الطلب.

سوق واسعة وسع الأرض والبحر والسماء.. يجدون فيها كل ما يريدون .

الأرض تنتهك والدماء تهدر والكرامة يداس عليها بالأقدام….فهي سلع رخيصة لم تعد تحمل مكنوناتها الوجدانية القديمة فلم تعد الأرض تعني الوطن ولم تعد الدماء تعني البشر ولم تعد الكرامة تعني الروح .

جميعنا تحولنا إلى مصطلحات مادية مجردة من أي مشاعر أو أحاسيس …. فقدنا دواخلنا فماتت ظواهرنا, انتهكت حقوقنا الإنسانية لأننا فقدنا الإنسان فينا.

فمنا من تنازل عن قضيته ليس لأنه خائن أو عميل ولكن لان قيمته في نظر نفسه أرخص بكثير من أن يدافع عنها وعن حقوقها التي سنتها جميع الأديان والشرائع والقوانين .
ومنا من أباح دم أخيه ليس لأنه قاسي القلب متبلد المشاعر ولكن لأن الدم أصبح في عينيه ماء يمكن أن يلوث ويمكن أن يسفك.
ومنا من باع وطنه مقابل قطعة سلاح أو مبلغ من المال فهو لم يشعر به …..
, كانت الكرامة هي ذلك السقف الذي يؤوينا وذلك اللباس الذي يسترنا وذلك الغداء الذي يشبعنا ويغنينا عن مد أيدينا للآخرين.

بعودة الكرامة يعود لنا الوطن وتعود لنا أرواحنا التي استعبدت لأعوام….نعود شعبا ديمقراطيا متكافئ الفرص متساوي الحقوق والواجبات.
بعودة الكرامة تعود النفس عزيزة غالية شامخة لا تباع ولا تستهلك فهي كل ما نملك.
بعودة الكرامة تعود مبادئنا وأخلاقنا وقيمنا سورا حصينا يصد الطامعين.

ولكن الكرامة لا تعود او توهب وإنما تنتزع….

مقالات ذات صلة

إغلاق